جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
شعرشكري السعيدي

قصّة بسيطة برسم صرخة وجع حزين

 

قصّة بسيطة
برسم
  صرخة وجع حزين

شكري السعيدي

 


،،،،،،،

وردني صوت صديق لي

مستصرخا بوجع،

تحت أقبية أحد المستشفيات،

متى يأتي اليوم، قال

الذي يحضر فيه الطّبيب قبل مرضاه..

تلبّس عليّ الأمر،

فربّما كان صرخة وليد

يخطو نحو وطن حبيب..

أو  ربّما إمرأة فاتنة حبلى بوطن عريق..

أو عجوز متصاب بقصص الوطن

ما زال يسير على درب الهوى

 التّليد

أو فتى نقر إيقاع خطواته الأولى على ألحان أمل.. بوطن

أَو.. أَو.. أَو... أوووووف يابا

و علقت في حيرتي..

 حتّى تداخل عجوز جميل،  يشبه أبي الحبيب

مع ابتسامته الطيّبة

ليحسم المسألة..

يا كبدي، قال لي

هذا صراخ وجيع لوطن بعيد..

و لقد تعوّدنا على هذا الصّوت

منذ زمن هو الآخر بعيد،

فقط، حيث نحن الآن..

لم يعد الأمر ذي بال،

و أنّ هطول المطر، زمن القيظ

بركات من السّماء..

و البلل فرحا، يستدعي حقّا

 عميق المناجاة..

ثمٌ، تنحنح كعادته اللّطيفة

و صدَح بموّال عتيق..

وجع الحرف و وجيعة الأوطان

غرام،  لا يرى شمس الأيّام...

شمس الأيّام... الأيّام... ياما... ياما

إستفاق الوليد على صوت الموّال الحزين

و أخبر, محدّثا السّماء،

قبل أن يعطي أمّه قبلة المساء،

التي تنتظر..

عن أنّ سرّ الوجع، هو أمل

عن أنّ عين الحكمة، هي لامبالاة

أن  تَحرِق و تُحرَق،

إلى أن ينبعث ذاك الفينيق النّائم،

من كومة الرّماد الأخير..

هكذا خبّروا عنه، فلا أتحمّل مسؤولية أيّة خيالات بليدة

رميت كلّ ما كان بيدي،أبي الحبيب و نزفت..

أهمّني تساؤلك الوجع، صديقي العزيز، فأجبت،

و على خلاف الممكن..

سيكون ذاك يوما ما، لكنّه بعيدٌ،

بعيد..

فلا بأس أن تجزع، يا صديقي الطيّب، فاجزع، و اجزع و اجزع..

ثمّ إنتظر، لأن مهر العروس مشروط بقبلة

و هذا الشّرط، شريط لاصق بمشرط..

 يفتح على بقية الرّواية

مع صبر عقد أو عقدين من المرمر، و  لا بدّ، لتكتمل الحكاية..

فلا لَأْيَ أن تجزع..

و توجّع، فلا يضير أحدا

أن تتوجّع بعض الشيء،

فليس لديك خيار أو مهرب..

و انتظر، فلا بدّ أن تفتح كلّ مسامك، و تنتظر

عندما يكون الوطنُ قِبلة و قُبلة

لا فرصة..

عندما يكون الصّدق خصلة،

المواطن كرامة، المحبّة أيديولوجية

و الحقد إثما..

الوجع مُشترَكٌ، و الوجيعة فُجرا،

لا لأبنائي، إنجازا أو ذخرا..

حينما تنهض العصافير

كلّ صباحٍ، على زقزقةٍ

لا الغربان السّود، لطما..

حينما تغدو صغيرتي

للدّرس شذلة، للعمل فرحة،

لحقلها عطرة..

و ليس لقطع طريق،

أو اغتصاب عقل، أو جسد

أو معنى..

و حينما و عندما،،،

و حينما و عندما

لا تُعدُّ، صديقي، و لا تُحصى..

ثمّ دخّن سيجارتك على مهل،

و ابحث بنفسك عن الموعد،

و ستتمكّن أخيرا

من حساب ساعات الإنتظار،

 طولا أو قِصرا..

صراخا وجيعا لوطن..

فوجع الحرف و وجيعة الأوطان

يا كبدي، غرام لا يرى شمس الأيّام... الأيّام... الأيّام

شكري السعيدي


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *