فوق ما يتصوره الشعراء
قبل بحيرة النار
لم أكن لأتعرف على أحد فى أسفل العالم ،
لم أكن أنظر وجها ، لم أكن أسير ، لم أكن طائرا ، لم أكن محمولا على كتف أحد ، لم
أكن جسدا تماما ، مثلها لم أكن روحا أيضا . بفوانيس العتمة الظلمة لم تكن اختيارا
، لم تكن مباركة ، لم تكن مثل عالمى الأول ، لم تكن مثل عالمها الذى أعرف . وقبل
بحيرة النار بقليل أسرجَت عتمتها أسرجتُ عتمتى ، كما كنا على نورها الدنيوى ونورنا
، نلتقى . التقينا قبل بحيرة النار بقليل ، لم يكن سوانا فى الحقول البديعة ، لم
يكن سوانا بملبسنا ، لم يكن ملبسنا سوى الغبار ، بنصف بركة اقتربنا . كانت معى ولم
تكن معى . وكنت معها ولا أدرى من أين تأتى
الكتابات وتلك الخطوط على كفى وكفها ،
الصور المنتقاة بين أسطر جعلتنى لا أرى ماذا أخط وأنقش . كنت أكتب الثوب الذى
تلبسينه ومفترق النهدين من صنعى كمتن داخل متن ومفترق النهدين عاج وغائر كمشبك .
المسافات والقياسات المتناهية الدقة يقطن بها حراس الأقاليم ، علامات من التاريخ
السرى وجدها الأثريون ضحكات لا نستعيدها وغير مرغم أن تخلق من الطين طيورا لامعة
تحفظ ملامحك حينما تعود لشكلك القديم . الآن وأنت تلبس أحذية البوما وملابس كاجوال
يمكن أن تكون جالسا مع قاتل مأجور ، هى ذكرياتك على مسلة تهاوت . فى حين أن الغبار
لم يكن ليلامسنا فى عصرى الفوضوى وتآكل أطرافنا ، ما كنت تقولينه يا سيدتى عن طلة
من نافذة مواربة أصنعها لنفسى ، وما قاله ابن آوى عن باب وعن معدمين وعن مخاضة .
يأخذنى القاتل إلى حتفى فأعود للنهار خارجا من عدمى إليك ، خذينى بيديك كما الأيام
الخوالى .
/مازلنا نخطط للقصيدة/
ومع ذلك الاكتمال
أحيانا هو ما لا نراه كما لا تحس شعلة النار برغبتنا فى تجاوز البحيرة مرات ومرات
، النار ليست بنار بل بحيرة بلا آلام
نجتازها إلى الحقول حيث كنا ولخطوات معدودة نلتحم كما كنا فوق ما يتصوره الشعراء
فى العودة للنهار قبل بحيرة النار .
#
صلاح عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬