اليهود والتحريف
(وكأنَّ التوراةَ منشورٌ سياسىٌّ ضدَّ مِصر)
.............................................
*صار بنو إسرائيلَ بعد موت سليمانَ إلى
طائفتَين كبيرتَين..وكل طائفة تُعادى الأخرى وتعتبرها كافرة.
والطائفة الأولى
هم:طائفةُ العبرانيين(وهم من نسل
يهوذا وبنيامين ونفَرٌ من
سبط اللاوى)..والطائفة الأخرى: هم طائفة السامريين(وهم باقى الأسباط).
وكتابُ موسى(عليه
السلام)كان مع الفريقين على حدٍّ سواء ،ويحمله الربّانيون والأحبار ويعلمون مافيه.
وفى زمن سبى بابل،اتفقوا على تحريفه وإعادة كتابته ،وحرّفوه بأيديهم...وبعد السبى
الذى كان سنة( ٥٨٦ق.م) اختلفوا فى الكتاب الذى حرّفوه
وكتبوه بأيديهم،وادّعت
كل طائفة من الطائفتين أَنّ
الأخرى هى التى حرّفت.
*ولقد نبّه الله على
بنى اسرائيل فى التوراة:"أنّه لن
يقوم فيهم نبىٌّ مثل
موسى ولن ينسخَ شريعتَه نبىٌّ
منهم.فكان الأنبياءُ فى
بنى إسرائيل على شريعةِ موسى ويدعُون إليها ويعلمُون بما فيها ولم يُضيفوا
على أحكامِها حُكماً أو
يُنقصوا من أحكامِها حكماً".
*أما هؤلاء فقد تمادَوا
فى التحريف والافتراءات
بلا حدود.
_______من تلك
التحريفات والأباطيل:
_ماقالوه فى حق
الله(سبحانه وتعالى):
((وندم الله على خلق
البشر فى الأرض وشقَّ عليه))
((فى ستة أيام صنع
الربُّ السماءَ والأرض ،وفى اليوم السابع استراح وتنفّس)).
ولاينجو موسى ولارب
موسى من افتراءاتهم....
فيقولون أن موسى توسّل
إلى الرب حينما رآه غضبان لعودة قومه لعبادة الأصنام،فقال:"لماذا
يارب يحمَى غضبُك على
شعبِك الذى أخرجتَه من أرض مصرَ بقوّةٍ عظيمةٍ ويدٍ شديدة..لماذا يتكلّم
المصريون قائلين
أخرجَهم إلههُم بخُبثٍ ليقتلَهم فى الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض..إرجع يارب من
غضبك واندم عن الشرّ
بشعبك،فندم الربّ على الشر
الذى قاله إنه يفعله
بشعبه".
..وهى لغةٌ لايمكن أن
تصدر عن نبى يعرف مقام ربّه
ورأى من خوارق
المعجزات،فيلوم ربّه ويوجه له كلمات مثل :"يارب اندم على غضبك"وكأنه
الله _وحاشا لله_معرّض للخطأ والندم.
..وكيف يخطئ الرب
ويندم،مع أن التوراة ذاتها تقول فى سِفر العدد(إصحاح٢٣_الآية١٩):"ليس الله
إنساناً فيكذب ولاابن
إنسانٍ فيندم".
_ويقولون عن موسى أنه
خان ربّه ولم يُقدّسه،ولهذا
يحرّمه الرب من دخول
الأرض الموعودة،ويموت فى
سيناء هو وهارون..ويقول
الرب لهما فى توراتِهِم المحرّفة:"لأنكما خنتمانى ولم تقدّسانى لن تدخلا
الأرض التى تفيض لبناً
وعسلاً ويدخلها عبدى يُوشع بن نون".
_لم يغفلوا التحريف فى
حق آدم وحوّاء ..فآدمُ عندهم تزوّج بغير حوّاء ،وسمّوا زوجته الثانية
(ليليت )،وأنّ حواء هى
الأخرى تزوجت بغير آدم..
وهذا افتراء مفضوح لم
يذكره العهد القديم نفسه.
(ما أعظم القرآن فى
آياته..فى حروفه وكلماته..فى صدقه وعُلوّ منزلته..إقرأ آيات الله لتكشف مدى
ضلالهم،ولقد فضحهم الله
فيما قال عنهم)..هم شرٌ مكاناً..وأضلّ عبيد.
____________
*وحقدهم على مصر
متوغٌلٌ فى عمق الزمان....
وأطماعهم فى المنطقة
العربية قديم..قديم...مما حرّفوه ،أن نسبوا للتوراة وعوداً قالها الرب لامتلاك أراضينا
العربية وإفناء شعوبها أو إذلالها بحجة أنهم
شعب الله
المختار،فيقولون باطلاً:"كل مكان تدوسُهُ
بطون أقدامكم يكون لكم
من البريّة،ولبنان من النهر
_نهر الفرات_إلى البحر
الغربى تكون تخومكم".
_وجعلوا الربَّ طاغوتاً
دموياً يستبيحُ لهم جميع الأُمم..فمّما حرّفوه أو وضعوه من عندهم:"حين تقرب
من مدينة لكى تحاربها استدعها للصُلح،فإن أجابتك للصُلح وفتحت لك فكلُّ الشعب
الموجود
فيها يكون للتسخير
ويُستعبَد لك،وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصِرها،وإذا دفعها الرب إلى يدك
فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.وأمّا النساء والأطفال والبهائم وكل مافى المدينة وكل
غنيمتها
فتغنمها لنفسك وتأكل
غنيمة أعدائك التى أعطاك الربُّ إلٰهك".
★باسم الرب _بحسب مايدّعون_يضعون نصوصاً باستباحة
الشعوب جميعها،وكأن الله قد خلق الخلق جميعاً غنيمة لهم،وكأن الله سخّر لهم كل مافى
الكون وكل البشر ليكونوا لهم عبيداً ونهبَا...هم باسم الرب يدَّعون..باسم الرب يستبيحون..باسم
الرب ينهبون..باسم الرب يقتلون ويسرقون.
_حتى كأنّ
(مصرَ)ماذُكرَت فى التوراة إلا ويتهددها
الرب بالويل والثبور
وعظائم الأمور،حتى لكأنّ التوراة منشوراً سياسياً ضد مصر من أيام نوح،وبدون سببٍ
واضح..يلعن(نوح)أبناءه ولد حام ،وهم( الفلسطينيون والمصريون) ويدعو عليهم
بأن يكونوا عبيداً
لنسلِ ابنِه الآخَر المحبوب سام(وهم اليهود)..ومُستعبَدين لهم مدى الدهر...والسبب
الظاهر الذى تسوقه توراتهم المُحرّفة:"أنّ نوحاً سكر وتعرّى داخل خبائه
فأبصرَ الإبنُ الصغيرُ حام عورة أبيه مكشوفة فأخبرَ أخوَيه سام ويافث فجاءا،وسترا
عورةَ
أبيهم"..أنظر مدى الضلال والافتراء والتُّهَم فى حق الأنبياء ..فهم يشربون
ويسكرون ويتعرّون..كل ذلك لإثبات أفضلية نسبهم على باقى الشعوب ،
بأسلوبٍ فاحش بغيض ،فما
كان الله يعامل الناس بأنسابهم ولكن بأعمالهم...وما كانت تلك من صفات الأنبياء حتى
يدّعوا عليهم ذلك أولئك المجرمون .
_وَبِطولِ توراتهم
المحرّفة وعرضها،فلايأتى ذكر مصرَ إلاّ ومعه لعنةٌ أو وعيد أو تهديد أو نبوءة
بالدمار والخراب..أو وعدٌ وعقدٌ بالتمليك..تلك التى قال الله تعالى فيها((ادخلوا
مصر إن شاءالله آمنين)
..فنقرأ فى
توراتهم:"فى ذلك اليوم قطع الربُّ مع إبراهيم ميثاقاً قائلاً:لنسلِكَ أعطى
هذه الأرض من نهرِ مصرَ إلى النهرِ الكبيرِ نهر الفرات"...والمُراد بنسب
إبراهيم عندهم فى التوراة(أبناء إسحٰق ويعقوب)..
وليس(إسماعيل)..فهو غير
مُعترَف به عندهم.
_وأيضاً:"لأنى أنا
الربّ قدّوس إسرائيل مخلّصك،
جعلتُ مصر
فِديتُك".
_وفى سفر
أشعيا:"أُهيّج مصريين على مصريين فيحاربُ كلُّ واحدٍ أخاه وكلُّ واحدٍ
صاحبَه..مدينة مدينة ومملكة مملكة،وتُراقُ روح مصر داخلها وتضيع مشورتُها فيسأل كل
واحد العرّافين والتوابع
والجن ،وأغلق على
المصريين فى يد حاكم قاسٍ
فيتسلّط عليهم..وتكون
أرض إسرائيل ويهوذا رُعباً لمصر ،كل من ذكرها يرتعب...الخ"
..وهذا بالطبع
وبالتأكيد بعيدٌ عن شواربكم،فأهلُ مصر فى رباطٍ إلى يوم القيامة يامنبتَ الضلال.
*يذكرون الرب
إلهَهم،وكأنّه متفرّغٌ فقط لبنى إسرائيل وحمايةِ بنى إسرائيل وتدميرِ مصر والعالم
لأجلهم.
______________
*هم العدوّ ..فاحذرهم
((ثم اتَّخذتمُ العِجلَ
من بعدهِ وأنتُم ظالمون))
((فبدَّلَ الذين ظلموا
قولاً غيرَ الذى قيلَ لهُم فأنزلنا
على الذين ظلموا رجزاً
من السماءِ بما كانوا يفسُقون)).
((وضُرِبَت عليهمُ
الذِّلّةُ والمسكنةُ وباءوا بغضَبٍ من الله.ذلك بأنّهم كانوا يكفرونَ بآياتِ اللهِ
ويقتلونَ النبيّينَ بغيرِ الحقِّ.ذلك بما عصَوا وكانوا يعتدون)).
((..أفكُلّما جاءكُم
رسولٌ بما لاتهوى أنفسُكُم استكبرتُم ففريقاً كذّبتُم وفريقاً تقتُلون)).
((سَل بنى إسرائيلَ كم
آتيناهم من آيةٍ بيِّنةٍ ومَن يبدّل نعمةَ اللهِ من بعدِ ماجاءته فإنّ اللهَ شديدُ
العقاب)). {الآياتُ جميعها من سورة
البقرة}.
*آياتٌ كثيرةٌ فى بنى
إسرائيلَ يصفهم الله وصفاً يدلُّ على غضبه وسُخطه عليهم ويعدهم بعذابٍ أليم
..فمن أين لهم فكرة
السُّمُوِّ والتعالِى على الآخَرين
وأنهم الشعب المُختار
لرضوانه..وهم الظالمون والفاسقون والمعتدون والقتلَة..ويعدُهم اللهُ بأشد العقاب؟!
_إنّه سبحانه وتعالى
يكشف كيدَهم وأكاذيبهم وافتراءاتهم على الله ومازعموا أنه من عند الله
وماهو من عند الله فى
شئ ..إنها اختلاقاتهم
لذا جاء وصفهم بما
يستحقون.
_________________________
حامد حبيب_مصر ٢٦_٦_٢٠٢١م