عدت من بعيد
شكري السعيدي
واجب الأدب
إلقاء تحية
مفعمة بشغف
اللّقاء
الذي يحملني على
خطّ الحرف
رغم وجع الجهد
أمّا الشّوق
فقصّة أخرى
لست بواردها اللّحظة
ربّما
حتّى يعود لي
بعض طعم الحياة
سيّدتي، سيّدي
يصعب الكلم بعد
التّحديق لوجه شبح
الموت
على مسافة غير مأمونة
فقط
بين شهيق و زفير
مما يجعلني أعيد طرح
أسئلة كثيرة
و ربّما غبيّة
حال رضيع يخرج من ظلمات
رحم
إلى فضاء غريب
يدعى حياة
لم أجد إجابات بديهية
بعد
أبحث عن ملامح سابقة
ظننتني أتقنها
لم أتعرّف بعد على شيء
غابت عنّي المسلّمات
لم يعد سهلاً إيجاد
معنى
لتحيّات الصّباح
و لا لأحاديث المساء
حتّى الكلمة
أصبح طعمها غريب
حتّى الإفاقة ليوم جديد
أصبح جهدا
يطرح نقاط إستفهام
هل هو دوار نفسي
أم ارتجاج عاطفي
أم مجرّد رجع صدى
لصرخة الولادة الأولى
ألا يكون السّبب
كابوس ملامسة الموت
أم فقط هو
حلم العودة إلى
مساحة وعي
تسمّى حياة
هل فاتني الكثير
مذ طلّقتني هذه الأخيرة
عند جسر العابرين
ثمّ أعادتني إلى عصمتها
الموقوتة
مسافة إنعطاف طريق
أسألكم لعلّي أجد
طرف خيط
إلى حديث آخر
و سؤال
هل سيكون لي
قدرة على ركوب أمواج
القصيد
و استساغة طعم الحروف
و مكامن الجمال
أسئلة مرهقة
و أنا أدور و أبحث
عن حبل نجاة
فهل يكون الجواب
في التّحديق إلى
طلوع الشمس الجميل
أم أنّي سأغافله
عند الأصيل
أم بساطة تأمّل أفق
البحر
الحبيب
أم ملامسة جدائل
نور القمر العظيم
أم في
نور محيّاك
ما زلت أستفهم
و أبحث
عن بعض معنى
لأي شيء
يعيد لي طعم
حياة
شكري السعيدي