عبد الرزاق الصغير
روحي يابسة
ترى لما أشبهها لعنق إبريق الجدة المقوس كعنق
الإوزة
لما لا أشبهها لرف الخزانة المرمي في الحوش ،
للبلاط ، لمقبض الباب المكور ، للعصى في يد تمثال تم تحويله من الحديقة للجبانة
بفتوى ، لكرة حديدية على عمود في باب إسطبل ، لسروة عملاقة جف نسغها ، لسقف مدرسة
مهجورة
لدلو من الزنك مثقوب يصلح بعد بعض التصليح لزريعة
السوسي
لوردة من البلاستيك
أوراقها المنتفة كانت من كتان أخضر
خشن
روحي يابسة
ترى لما أشبهها لعنق إبريق الجدة
الأزرق البارد
البارد
كالموت
****
لا أحد يحز في قلبه
ما يحز في قلبي الآن
أواه
أو يرتكب نفس الأخطاء الإعتيادية
كأن يحضن جذعا معرشا في فضاء غريب
في حلم أو حقيقة مريبة
لا أحد
يسترجع أياما
خالية من عشيقة حتى لو كانت صورة
في مجلة لا يهم خليعة او ملتزمة
يسبغ على قماشا مبقعا وجوها ممحية سلفا
يسمع أغاني
كتجاويف أحدثها الزمن في جذوع قديمة
يتعثر في نفس المكان دائما
يقرأ نفس
المسرحيات والمقالات والكتب
وحسبات الجذر والنسبية والمضلعات
نفس الأسوار ذات الحجارة الباهتة الناتئة
كأنياب الغولة في حكايات القرون الفارطة
نفس قرني الفلفل الأحمر المعلق على زجاج الباص
الأمامي
يسقط في نفس لون الأحداق
والحلمات وإستدارة وشكل النهود
ودوائر الغمازات
عبد الرزاق الصغير. الجزائر