جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

المبدع واثق العبدالله

عودي من حيثُ أتيتِ

🌹


🌹

-فمٌ جاءَ متأخّراً

عودي من حيثُ أتيتِ

عودي من حيثُ جئتِ

فكلّ النّساءِ اللّواتي عرفتهنّ، جئنَّ من الجّحيمْ

وكلّ النّساءِ اللّواتي أحبّبتهنّ

تقاسمنني كآخر رغيفٍ موجودْ

وشربنّ من دمي..

وكأنّما دمي نبيذٌ من الآخرةْ

ما كنتُ أعرفُ

أنّي أمشي نحو الموتْ

وأنّ جسدي سيصيرُ ساحةً

تتقاتلُ فوقها كلّ تلك الأفواهُ الجّائعةْ

وأنّني سأتشظّى..

لقمةً.. لقمةْ في تلك الأفواهْ

ما كنتُ أعرفُ..

أنّ لا نهايةً للحزنِ

وما كنتُ أعرفُ

أنَّ هذا القلب البائسَ

سيصيرُ بيدراً

تخرّبهُ العصافيرُ، ثمّ تهاجرْ

عودي من حيثُ أتيتِ

فما عاد في جسدي، حَبّةُ قمحٍ واحدةْ

ولا عاد في دمي، رشفةٌ نبيذٍ واحدةْ

لا شيء غير اليباسِ هنا

والسّنابلُ الفارغةُ..

تتلوّى في ظلّ الرّيحِ، رياءً ومفاخرةً

وترقصُ رقصَ الموتِ في أرضي

لعلَّ البركان النّائمَ يصحو

لا شيء غير السّوادِ هنا

لا شيء غير العطشِ هنا

ودمي...

صار سمّاً يفتّتُ كبدي

نبيذاً أسوّداً

يخالطهُ دمعُ الأرضِ وغبارها

ورمادُ الكثيرِ والكثيرِ من سجائري

عودي

عودي في الزّمنِ التّالي

لربّما...

لربّما أعودُ سنبلةً تكسرُ منجلْ

أو دمعةً ترقصُ

تهدي الأرضَ، جدولْ

عودي في الزّمنِ الآتي

وهاتي بيدكِ بعض البذور لنزرعَ هذا البيدرْ


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *