جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبقصةنقد

فتاة سوداء)_"قصة أفريقية"

 

فتاة سوداء)_"قصة أفريقية"_____

                 """""""""""""""

  _للكاتب السنغالى(سيمين عثمان)_السنغال

    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

*(سيمين عثمان)..كاتب ومُخرج سينمائى،وُلد فى السنغال عام ١٩٢٣م.عمل حدّاداً وسمكرياً وبَنّاءاً وميكانيكياً،ثم عاملاً بأحد الموانئ،ثم رئيساً لاتحاد

العُمّال. له العديد من الأعمال القصصية والروائية،

كما قام بإخراج العديد من الأفلام .

*كانت أهم القضايا التى تناولها فى قصصه،القضايا العُمّالية،ومايلاقيه هؤلاء العمّال من تعسُّف وظُلم

فى الداخل والخارج،ومايلاقونه من تمييز عنصرى..

فالسود جنس بشرى مُحتقَر فى كل مكان.

*وفى قصته "فتاة سوداء"،كانت بطلتها تُدعى

(ديوانا)التى انتحرت نتيجة الظلم والقهر وسوء المعاملة والتمييز...فيحكى عنها قائلاً:"كانت ديوان

تحلم برؤية فرنسا ،ذلك البلد الجميل الغنى،

ومشاهدة مُتَع الحياة التى كثيراً ما سمعت عنها،ثم العودة إلى بلدها مُنتصرة ومعها الكثير من النقود والهدايا لكل شخص.كانت (ديوانا)تحلم بحرية الذهاب إلى حيث تريد دون اضطرار للعمل الشاق".

ومع ذلك ينصحها ابن عمها(كوريا)وهى راحلة مع

مخدومها فى سيارته إلى الميناء،وهى التى طلبت منه النصيحة لأنه سافر إلى فرنسا من قبل ومكث

بها عشرين عاماّ فى "تولون"،لكنه عاد مهزوماً،لايملك

شيئاً سوى حُبِّه للشراب،فحاول إثنائها عن السفر،

وقال لمن حولها مِمّن تقدّمنَ لطلب السفر:"هل تعتقدن أن النقود تنمو فوق الأشجار فى فرنسا؟"

وحين هبطت(ديوانا)إلى فرنسا أصابتها الدهشة

"وهى تُحدّقُ فى كل شىء وأبصرَت كلَّ الأشياء جميلة،حتى غدَت أفريقيا فى نظرها قطعة أرض قذرة"..وراحت نصيحة ابن عمها(كوريا)تتكشّف..

"ومضَت الأيام والأسابيع والشهر الأول والثانى،لكن

(ديوانا)لم تعد هى تلك الفتاة الصغيرة المرِحة ذات

الابتسامة العذبة المتدفقة بالحياة.."فلقد أصبح لزاماً عليها أن تقوم بأعمالٍ أكثر مما كانت تقوم به فى أفريقيا".ومما كانت تعانيه،تُجسِّده تلك العبارات:

"وكان الأطفال الأربعة يلعبون معها لعبة المافيا ويتفنّنون فى اصطيادها ،حتى إن الولد الكبير صفعها ذات مرّة ب أن سمع كثيراً من الجُمَل

والعبارات عن الضرر العنصرى خلال محادثات ماما وبابا والجيران العائدين من أفريقيا،كما بالغ الولد فى ملاحظاته إلى أقرانه حتى أصبحوا يغنّون قائلين :"بنت سوداء...بنت سوداء..سوداء كمنتصف الليل "...وتلاشت أحلام (ديوانا)القديمة وتعبت من العمل الشاق المتلاحق،فأصبحت تنام فى الليل مثل

الخشب لاتكاد تحس شيئاً"...و"امتلأ قلبُها بالحقد

وأصابها الملل:فأين هى فرنسا،وأين تلك المدن الجميلة التى تشاهدها على شاشة السينما فى "داكار"؟..."لم تعد فرنسا بالنسبة لها سوى السيد والنظام وأخت المدام..بالإضافة إلى شعورها بالرعب

من لون بشرتها الأسود الذى جعلها تتقهقر بخجل داخل نفسها..كما لم تجد(ديوانا)مَن تتبادل معه الأفكار والحكايات ،فأصبحت وحيدة تماماً تثرثر

مع نفسها"..."وهى التى كانت تتباهى وهى فى السنغال بعملها مع البيض".

كانت (ديوانا)تفعل كل شيء وفجأة توقعت داخل نفسها واختارت نوعاً من الحبس الإنفرادى،وبعد

لحظات طويلة من التأمُّل الفريد عرفت أنها ليست

سوى كائن مُفيد للآخرين.

كانت تسمع السيد أو المدام فى الحفلات وهما يُبديان ملاحظاتها حول سيكولوجية تلك الشعوب..

كانا يتّخذان من (ديوانا)مثالاً،فيضيف بعض الضيوف أنها بنت سوداء ذات جراب مثل بعض

الحيوانات"..."غرقت (ديوانا)فى ذكرياتها وعقدت

مقارنة بين شجيرات بلدها وتلك الشجيرات الميّتة..

وأطبقت شفتيها أسفاً على اليوم الذى جاءت فيه".

تقول:"لقد قاموا بشرائى مقابل ثلاثة ألاف من الفرنكات..لقد غرّروا بى وقيّدونى بهم،وها أنا ذا كالعبيد.

إختارت ديوانا أن تُغلق على نفسها باب الحمّام وتنتحر...نشرت الجريدة خير انتحارها :"فتاة أفريقية يغمرها شوق العودة إلى وطنها تقطع رقبتها فى مدينة أنتيب".

*تلك هى مأساة (ديوانا)التى جسّدت معاناة الجميع

من بنى وطنها،مثل(كوريا)ابن عمها وغيره،فلاتحقّق

لهم حلم ولاعاشوا الكرامة الإنسانية،ولاعادت بأدنى أحلامها،لا أموال ولا هدايا ولافرحة،بل إن نهاية الجميع الفقد التام.

*وقد أجاد الكاتب فى توصيف تلك القضايا وإلقاء الضوء عليها ،نظراً لأهميتها .

*إن قضايا البطالة والتمييز العنصرى فى أفريقيا

وآثارهما السيئة على مواطنى القارة ،كانت من أهم القضايا التى انفعل بها كُتّاب القصة والرواية فى أفريقيا،مما يدلّ على مدى المساهمة الفعّالة لدى هؤلاء الكتاب من أجل التنوير والتغيير للنهوض ببلادهم ،والاستغناء عن الآخر اقتصادياً لتحقيق الكرامة الإنسانية..فليس للوطن بديلٌ آخر.

_________________________________

تحياتى لكم...حامد حبيب    ٢١_٦_٢٠٢١م


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *