جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
شعرعبد العظيم فنجان

الأوديسا السومرية // القصيدة كاملة !

 

المبدع عبد العظيم فنجان

الأوديسا السومرية // القصيدة كاملة !



هذه المرسومة ُ بعناية على لوح ٍ من الطين ، المحفورةُ في نبض الزمان :

هذه الأمُ السومرية التي ما زالت لحد الآن ، منذ أول دمعة حزن ، تلطمُ رأسها بيديها ..

لعلها فقدتْ ابنها غيلة ً .

لعلها اعتقدتْ أنه أفلـَتَ من يد الحياة بموجة كالنصل ، حادة ، فابتلعه الفراتُ .

لعلها أشعلتْ الشموعَ جالسةً ، على الشاطيء ، بانتظار أن يعودَ به الملاكُ .

لعلها رأته ، في منامها ، يسقط ُ في المعركة ، ذات حرب ، وساوته الخيولُ بالتراب .

لعلها سمعتْ أن عشتارَ أغرمتْ بجماله ، فاصطفته إليها ، ثم مزقته بعدما أنهتْ وطرَها .

لعلها أضاعته في أحد أسواق أوروك :

خطفه تاجرُ رقيقٍ ،

وباعه .

لعلها ساومتْ ،

حتى آخر شهقة من ينبوع جسدها ، من أجل أن يطلق جلجامش سراحه ،

فلا يتعفـّن من رطوبة الخلود ، في زنزانة أفكاره .

لعلها سمعتْ أنه كان يعبثُ مع البغايا ، في حانات أريدو،

فطعنه سكيرٌ حتى الموت .

لعلها ظنـّتْ أنه تجرَّع السمَّ ، مع أحد الملوك ، ودُفن في مقابر أور .

لعلها ..

أنا يا أمي كفرتُ بكل هذا ، بكل هذا وذاك ،

بكل هذه الأطوار من الفقدان والحزن .

بكل هذه البلاد التي لا تتقن إلا خنقَ الينابيع ،

إذ تنبع تحت نعل الريح .

بكل هذا التاريخ الملطخ بالفيضانات، بالدم ، وبالدموع .

بكل هذا وذاك ..

حتى انشطرتُ غرباً وشرقاً ، وهمتُ وحيداً في الجهات.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *