جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

حسن بن الزاوية

🌹🌹

سأصنع ثلاثة صناديق

أضع في أحدها رأسي

و في الآخر جِذْعِي

و في الثالث أطرافِيَ الأربعة

كي أُسَهِّلَ على القَدَرِ لعبة النَّرْد

فلعله تعب من اللعب بي كاملاً

و لْيَخْتَرِ الخصمَ و الرقعةَ و التوقيت

على الأقل، سيتألم كل جزء مني

بعيدا عن الآخر

فربما يَخِفُّ الألم

فما عدتُ أطيقُ احتمالَ

احتلالِهِ لخارطتي

و اجتياحِهِ لتضاريسي

و تَغَلْغُلِهِ في أَوْدِيَتي

و احتباسِهِ في أنفاسي

و سأحمل أوجاعي بعيدا عنكم

و أُعْفِيكُم من نظراتي

و أَنْحِتُ لي قصيدةً

بقلبٍ مُثْخَنٍ بالأعطاب

فربما تتقن المواساة

و بعينين جاحظتين

لا تخجلان من الحملقة فِيَّ

و أنا أُثْخِنُ جسدَها الشعريَّ الغَضَّ

بإزميلِ لُغَتِيَ الدَّرِبِ

على افتضاضِ بكارةِ العانساتِ

من أفكارِيَ الدَّميمة

و ربما أفقأُ نهديها

بِعَضَّةِ مجازٍ طائشةٍ

كي يسيلَ حليبُ دواوينِيَ

المحتبسُ فيهما

منذ استحمَّ الغرابُ بِهِ

فاسْوَدَّ بَهِيماً

يُوَارِي خَجَلَهُ من لقب الطير

حين يرى فَرْخَيْ حَمامٍ

على صدر قصيدتي

بَيْضَاوَيْنِ مَرْمَرِيَّيْنِ

بمِنْقارَيْنِ يَحْلُمانِ بِشَفَتَيْن

أو يَدَيْن...

أو حتى حَفْنَةِ (لُقْط)

فالغُرابُ لا يَفْقَهُ "مَنْطِقَ الطَّيْر"

بل مَنْطِقَ الدَّفْن

ما ضَرَّهُ لَوْ تَعَلَّمَ مِنَ الهُدْهُدِ

كيف يُخْرِجُ اللهُ الخَبْءَ

مِنَ السّماواتِ و الأرض

هل رأيتم كَمِ ابتعدتُ بأوجاعي

و أين صرفتُ نظراتي

و خلَّفتُ أجزائِيَ في الصناديق

يَرُجُّها القَدَر في يَمينِه العملاقةِ

يشعر الرأسُ بوميض الظلمةِ

كأنه شعلةٌ مقدسةٌ

أو شهوةُ بَغِيٍّ مدنَّسة

و الجذعُ بفداحةِ الصدماتِ

كأنها سياطُ الاستعبادِ

على جسد (كونتا كينتي)

و الأطرافُ تحاول اتقاءَ الارتطامِ

بجدران الليل المُخَيِّم داخل الصندوق

ك (ماريونيتٍ) تستجيبُ مرغمَةً

لِعُنْفِ الخيوطِ المخمليَّة

و ها هي اليَدُ الجَبّارَةُ النّاعِمَةُ

تواصل الرَّجَّ

استعداداً للسَّقْطَةِ على رُقْعَةِ

(شطرنجٍ) مختارةٍ بعنايةٍ

كادَتْ تبلُغُ مَوْتَ الشَّاهِ...

و أَلْقَيْتُ لكم طُعْماً

نَهْدَيْنِ نافِرَيْنِ

على صَدْرِ قصيدةٍ كَاعِبٍ حسناء

لشاعرٍ ثَيِّبٍ يائسٍ دَمِيم

ك (سيرانو دي بارجراك)

محرومٍ من بهجةِ الشِّعْرِ

و نَشْوَةِ مُداعَبَةِ النُّهود

فقط، حتى تواصلوا القراءةَ

ربما تَصِلُونَ إلى الرقعةِ

حيثُ موتُ الشَّاهِ حَتْمِيٌّ

بِسَقْطَةِ قِطَعِ النَّرْدِ الثَّلاث

و لن يخبركم عنوانَ هذا النص

ليس لِحَتْمِيَّةِ مَوْتِهِ

بل لِنِسْيانِهِ إِيّاهُ في أَحَدِ الصناديق

و آآآهٍ، أيها الشّاهُ الهالكُ

على رقعةٍ لم تَتَّسِعْ لِمَجازِكَ الشَّقِيِّ

و لا لِجُرْحِكَ البالغِ

و لا لأوجاعِكَ البليغة !!!

كيف يشعر بحرارة الحياةِ

جسدٌ مُقَطَّعُ الأوصالِ

لا يدري أين روحُهُ

في أَيِّ صندوقٍ بَقِيَتْ

و هل تُمَزَّقُ الرُّوحُ كُلَّ مُمَزَّقٍ

كما تَتَخاطَفُ القلبَ أهواءٌ شَتَّى

و الجسدٌ أشلاءٌ متناثِرَةٌ

تَتَنَاهَبُهَا حُمَّى الحياة ؟؟؟


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *