أنا باعتذر
الكاتب / إبراهيم عبد الفتاح شبل
في ليلة أمس وانا راجع
من أمسية شعرية وراكب
الدرجة البخارية حدث شيئ انا معتاد عليه
وهو أنا أقوم بمن
يستغيث بي ليركب لتوصيله
في طريقي وهذا شيئا عاديا اقوم بيه وأنا في
منتهى السعادة لأني يعتبر هذا الرجل هو ابن السبيل فعليا أن أساعده وفي هذه المرة
راكب شخصين .
وأخذنا نتحدث أولا في
الرياضة فاتضحي لي
ان أحداهم أهلاوي والأخر زملكاوي والكل يتمنى
لناديه أن يفوز بالدوري
فقلت الأهلى سوف يأخذ
دوري أبطال أفريقيا
ثم يأخذ كأس السوبر ومن
المؤكد كأس مصر
أما الدوري في يد حكام
مصر
فقال الزملكاوي إن شاء
الله الدوري للزمالك
فقلت لك الدوري بيد
الحكام
فقال الأهلاوي الله
ممتاز وهيخد الدوري الممتاز
هكذا مصر أهلي وزمالك
وحوار لاينتهي في الكرة
ثم فجأة وفي منتصف
الطريق قال لي أحداهم قف
على جنب الطريق
قلت حاضر ليه حد هيفك
حصر
كرر الزملكاوي طلب
الوقوف
قلت ماشي فوقفت
فطلب مني أحداهم إخراج
مامعي من نقود وتليفونات
وقال لي أحداهم شكلك
محترم عوزين نتعامل معاك بإحترام
قلت لهم حاضر فأخرجت
التليفون سامسونج قديمة فلم يعجب الأهلاوي
قلت جايز علشان
التليفون أبيض
قال لي الزملكاوي قبل
ماتطلع المحفظة حضرتك شاغل ايه
قلت ليه انت راجل عاوز
اللي معايا اتفضل الموبايل
قال أحداهم ولا مايساوي
سيجارة بانجو
قلت شكرا
كرر السؤال وقال لي أصل
ممكن ناخد الموتسيكل
قلت له الموتسيكل لأ
فقال الأخر لماذا طلعت
المحفظة والموبايل وأنت مسالم جدا
فقلت له المحفظة
والموبايل ليس بأهمية الموتسيكل عندي
فالمحفظة بيها الراتب
يعني فلوس وهذه حاجة سهلة
الموبايل كما ترى لا
يساوي فلوس.
قال أحداهم أتكون درجة
الغضب حسب قيمة الأشياء
قلت نعم واكيد لابد للإنسان أن يغضب ويثور من اجل
الحياة والمو تسيكل هو الحياة عندي فهو بمثابة قدماي
فقال الأخر ماذا تعمل؟
قلت له اعمل معلما وهذا
رتبي خذوا
فقال أحداهم وقال لي
أنا بعتذر اتفضل اركب وسير في أمان آلله
فقال الأخر كله إلا
المعلم فلا نسرق من يشقى ويعلم
براتب لا يكفيه .فأنا
أعتذر أيضا
فقلت لهم بل أنا من يجب
أن يعتذر للظروف
ثم ركبت الموتسيكل
وانطلقت شاكرا الله على إن معلما ولست رجل أعمال أو غير ذلك
ولذلك اعتذر لهذه
المهنة السامية
ولكن في الصباح أقول
لماذا تركوني ؟هل لأنهم فعلا يحترمون مهنة ا' أما من باب الشفقة بالمعلم في هذا
الزمان !
المهم إني نفدت بروحي
وجلدي دون خسائر.
بجد انا باعتذر لنفسي
لأني لم أثور على حياتي فعلا لكان تغير حالي لهذا اعتذر
الكاتب / إبراهيم عبد
الفتاح شبل