غدر الذئاب
محمد الباشا
جاء نداء أن هناك جثة
لفتاة على الطريق ، توجهت بأعتباري ضابط التحقيق في الجرائم ، بدأت بجمع الأدلة
الجنائية قبل رفع الجثة ، بعدها نقلت للتشريح ، توجهت مباشرة بعد ذلك الى عائلة
المجنى عليها ، فسألت أبوها عنها فقال :
_ ليس هناك ما يثير
التساؤل بتصرفاتها ، كانت عاقلة ورقيقة مع أخواتها ، الطيب والمودة هي من سماتها ،
عقلها كبير لذا فأنها تحب لون الشيب وهو من اهتماماتها ، وا أسفي على شبابها قد
تركت الروح تعيش أهاتها .
التفت الى أمها فأجابت
بدموع :
_ كانت بنشاطها سيدة
البنات ، لم يشكو منها أحد ولم تثير المشكلات ، ألا في آخر الأيام كانت تأخذها
الحسرات ، تحدق كثيرا في احرف المحاضرات ، وتقول لي سأكون من المتميزات ، وسأثير
أهتمام الأستاذ لأكون عنده من المفضلات ، ويمنحني اعلى الدرجات ، لكن في بعض
الأحيان كانت افكارها مشتتات ، وأظنها من علامة على انشغالها بالذي ات ، وأعتقد أن
كل أسرارها مع أحدى الصديقات .
ذهبت بعد ذلك الى أعز
صديقاتها وسألتها فردت عليً خائفة مرعوبة :
_ اقسم بالله الفرد
الصمد ، انها كانت رفيقتي وستبقى للأبد ، جاءتني يوماً وقالت أنها قد رفرف عليها
طائر السعد ، وأنها ستعيش حياة كلها فرح وشهد ، لأنها تعيش حباً مع أحد ، وأنه
أكبر منها لكنه سيكون لها سند ، فما قالت الا أن أسمه سعد .
رحت اتحقق من سلوك
واستجوب كل واحد أسمه سعد ، أن كان من عائلتها او زملائها ، فما كانت هناك دلائل
على أن لهم علاقة بها او بالجريمة ، توجهت إلى أدارة الجامعة ، وجهت سؤالي لعميد
الجامعة فقال لي :
_ أنها فتاة في غاية
الإلتزام ، لم يشكو منها أستاذ أو زميل من أعوام ، متفوقة ومؤدبة على الدوام ، لكن
بأمكاننا أن نستدعي استاذها ونسمع ما عنده من كلام ، فهو كان دائما بها كثير
الأهتمام .
جاء استاذها الدكتور
عيونه فيها نظرات ذئب فراح يتكلم :
_ لم تكن مقنعة في
الفترة الأخيرة ، تركتني اتسائل عنها وانا في حيرة ، أنها فتاة صغيرة ، من عائلة
فقيرة ، وقد تكون تطلعاتها كبيرة ، لذا قد تكون عميت منها البصيرة ، فهي لا تعبأ
بالدوام وطباعها أمست شريرة .
ادخلني كلامه بدوامة ،
هناك أشياء جديدة ، فأراد الانصراف ، فقال له العميد :
_ شكراً لك على
المعلومات ، أتمنى أن تدرك باقي المحاضرات ، والشرطة ستواصل التحقيقات ، دكتور سعد
أتركنا لوحدنا فأننا عندنا بعض الكلمات .
هنا اهتز كياني وراحت
الكلمات تتوالى ، صرت أسترجع كلام أبوها ( تحب لون الشيب ؟ ) ، وكلام امها (
وسأثير أهتمام الأستاذ ؟ ) ، وكلام زميلتها ( انها تعيش حبا مع أحد ؟ ) و ( أسمه
سعد ؟ ) ، وقول العميد ( أستاذها كان بها كثير الأهتمام ؟ ) ، وربطت كلما تقدم
بقول دكتور سعد ( طباعها أمست شريرة ؟ ) .
توجهت لمكتبي فوجدت
تقرير الطب العدلي ، يقول التقرير من انها ليست فتاة باكر ، وانها تعرضت للخنق ،
لكن بلا بصمات ، أذن كان هناك أصرار على القتل .
طلبت من المدعي العام
مراقبة تصرفات الدكتور سعد ، رحت الى شارع سكن دكتور سعد فكان هناك كاميرات مراقبة
بالقرب منه لأحدى البيوت ، تأكدت من التصوير انها دخلت من باب بيته الأمامي ولم
تخرج .
رجعت الى الجامعة
فالقيت القبض عليه ، وأنا على يقين أنه سيعترف ؟!
بقلمي...محمد
الباشا/العراق