جنان الحسن
موتكِ كان صفعة على خد الشتات
أدمت غربتي ..
وقلبي المجعد بالحزن
استسلم ولم يعد يقاوم ..
لون الماء على وجهي
حزين بارد هذا الصباح ..
أتعلمين ماأخبرتني به
"أبهى" هذا المساء
ماما طيبة ماكانت
تستحق مثل هذا الموت المؤلم ..
يابنيتي ألا تعلمين بأن مثل هذا الموت قد خلق للطيبين وحدهم
..
كنا على الدوام نردد
معا أنا وأنت لن نكون بخير أبدا وكل منا
تحت سماء ..
أليس من حقنا على
الشتات أن يجمعنا تحت ظل مدينة واحدة ..
اليوم أنت بخير ولكنني
أنا التي لن تكون بخير بهذا الرحيل الذي ..
طعنتِ به ظهر أحلامنا
الصغيرة المؤجلة باللقاء ..
وبفنجان القهوة المشترك
مثل أيام زمان ..
ترددين
جنان لم أتذوق القهوة
منذ شهر
أشتاق وإن لرشفة واحدة .
حين أغادر المشفى أعدك
هذه المرة بأنني سآتي حتى وإن لم أتعافى ..
أريد رشفة قهوة وسيكارة
وأن نجلس عند النهر
بجانب بيتك ونحلم بالعودة إلى الرقة ..
ولن أسمح لك بأن تعرضي
روايتك على أحد قبلي ولن أقبل أن يسبقني أحد في قراءتها ..
ياالله ..
لاأعلم ماهذا الظلم
الذي يسود العالم ..
ولاماهية العدل الذي
يسيّره ..
ولكن .. !؟
لمّ لا يمنح الراحلين
أخر أمانيهم وأخر ماتتوق له نفوسهم وماتصبو إليه قلوبهم .. !؟
🦋
