لم أعد أثقُ في أحد ..
محمد حبشي / مصر ..
1- لم أعد أثقُ بالنساء ، منذُ اتجهت الخنساء ،
إلى كتابة القصائد الإيروسية ،
و أغاني الراي ،
وانضمت الشيماء ، بعد خلع الحجاب ،
إلى إحدى فرق البوب ،
وتعاقدت
رابعة العدوية ،
على تلاوة سورتين من الرقص الشرقي يومياً ،
في ساحة الحرم المكي ،
وإقامة الليل ،
بأحد الملاهي الليلية ، أو الفنادق العائمة
..
.
.
2- لم أعد أثق بالرجال ، منذُ دار جاجارين برأسي
حول الأرض ،
بعد كأسٍ واحدة من الثورة ،
وأطلق سحرة
فرعون ،
الصواريخ الباليستية في الهواء ،
احتفالاً بمرور مائة عام ،
على توليه العرش ،
رصاص بنادقهم
المنتصبة ،
فوق أسطح العمارات ،
على قلوب العصافير ، وأعين الآلهة ..
حيواناتهم النووية
على المصلين في قاع البحر أوالميدان ..
منذُ ادعى الشيطان
النبوة ،
وأنزلت الملائكة ،
على الرؤساء والملوك الوحي ..
.
.
3- لم أعد أثق في وطن ، يمشي من الخوف
على أطراف أصابعه ،
يعلق أحلامه
على باب المندب ،
وأحزانه على باب زويلة ..
وطنٌ ينتخبُ فيه الجرذان ،
البسوسَ
زعيمةً للقبيلة ،
ومسيلمة الكذاب ، خليفةً للمسلمين ..
وتدعو فيه امرأة لوط ،
لابتكار
ذنوبٍ جديدة ، حديثة الصنع ،
وتطالب فيه الحكومات
ب تعيين
وزيرة للخطيئة ، أو نبيٍّة للمثليين ..
.
.
4- لم أعد أثق في الطريق ، منذُ أصبح الرصيف
مخبراً سري ، يرفع بصمات الأقدام ،
والأشجارُ تتلصص على المارة ،
وترسل عبر ال GPS ،
خرائط بتحركات
الطيور ، ومواقع الأغصان ..
منذُ أصبحت أعمدة
الإنارة ،
تسلط الضوء على العشاق ،
الذين يتبادلون
القبلات ،
بعيداً عن تطفل القمر ، وأعين النجوم ..
وكاميرات المراقبة ،
تسجل نوايا
الريح ،
وظلي العالق في الفراغ ،
وأحلامي ،
التي تتجاوز
الإشارات الحمراء ،
وتسير مسرعة عكس الاتجاه ..
.
.
5- منذُ تحرش بالظلام الأسفلت ،
وأنا أخشى العودة ،
إلى
قبري
بعد منتصف الليل ..
منذُ انتشر
الوباء ،
وأنا أجلس وحيداً في غرفتي ،
أتقيأ كساعتي الرملية
الوقت ،
أراقب خلف زجاج ذاكرتي ،
صور الموتى ، غير القابلة للنسيان ،
أحلامي غير القابلة للهضم ..
النجوم التي توارت
خلف السحب ،
ولم تعد تهدي المسافرين ،
خريطة طريق ،
السماء التي لا تمطر
على عابري السبيل ، نقطة ضوء ..
الأقمار الاصطناعية ،
التي تخرج
عن المدار ،
وتبث للمراهقين أفلام البورنو ،
وحفلات
" چنيفر لوبيز " ،
وهي ترقص عارية على الهواء ..
.
.
6- لم أعد أثق في أحد ، منذُ فقدت السيطرة على
نفسي ،
وألقت " لورا برانجيان " جثتي في
النار ،
وهي تغني power of love
لتزيد ب أظافرها
عمق الجرح ،
ومضت
دون أن تكتب على صدري ،
رقم موبايلها ،
أو تمنحني
عند انتصاب الحلم ، شهقةَ موتٍ أخيرة ..
محمد حبشي / مصر ..