قبضة من أثر السؤال
محمدأبوعيد
تحت جلدي الناعم
سأتركني هناك وأنساني
وأهاجر بطيف قديم إلى
نافذتي أسألني
عن مدينة تركت رأسها
أمانة عند دمعة ضعيفة
ورحلت بقصيدة مهمشة تحت
مطاوي الانكسار
تجر الشوارع القديمة
والذكريات بملل ثائر
أنا لم أر لأنني
لأستطيع أن أرى
سرب رمال صفراء عشش في
شجر العيون
سآخذ قبضة من أثر السؤال
(ذرة هواء / حفنة تراب
/ قطفة ماء / نفحة نور)
وأنزل أنزل .......
بالمنجل الوثاب في كأس الأرض
ربما يترسب ترابي ويطفو
ضوئي
يقال أن في امتدادات
القاع الظالم شوكة برء
تنغزك تمنحك نفخة كاملة
الحقيقة
تجعلك تطفو فوق سطح
الأشياء
بالتأكيد الآن أنا نصف
ميت
لكنني أرى بوضوح وكلما
رأيت أكثر
أستطيع أن امنح الحياة
لنصفي الآخر
فكرة قصيرة في كتاب
مقيد السطور
إن انتزعت حزنها الطويل
بأظافر دمعة قوية
سأصبح شمعة زاهدة كشمس
الله
تضيء النهار مجانا
لغرفة الحياة
هكذا بدون رسوم سياسية
الشوارع تعود للحب
دعني أترسب أكثر ربما
أرى أبعد من ذلك
الشعاع الصديق أراه
وأراني
العكاز القديم لم يكن
يوما خداعا
انفلاق البحر وانشقاق
القمر
لم يكن من أجل جدي
القديم فقط
إنما لتبلغ حرية أحفاده
مطارح الشمس آمنة
فلا تكن عند مصب الريح
ريشة طائر
ولاتكن مثل أعمى في كفه
سراج
كنت أحتاج أن أنساني في
قصيدة ؟
الآن أستطيع أن أمزق
هذا الجلد الناعم
وأعود إلى وجهي بظل
قنفذ
أدخر في دمائي بعض
الأثر
مازال في الوقت متسع
ومازال في الطير كسرة
شدو
فوق مدينتي الرمادية
سأدق أجراس أجنحتي
أوقظ الجمرة القديسة
هي وحدها الأمينة على
تربية شمعتي الصغيرة
عندما تكبر وتصبح كشمس
السماء
سأقف على أهبة الصباح
وفي جيبي سنابل كثيرة
أشتري وردة بيضاء من دم
الليل
وأتهيأ جيدا بالكأس
والوتر والأناقة والسخاء ؟
أمهد الطريق بفقه
الطيور وتقوى الشجر
فكما أهداني البحر
الماضي شمعة مضيئة
لابدا أن أهدي الغد شمس
أصيلة وبستان فرح
..
محمدأبوعيد