سفر
فوزية العلوي
علمتني الطير
والغيم العابر
والنجوم التي
لم تكف أبدا عن مشاكستي
انا المرأة الراحلة
دوما على
جناح القصيدة
والباحثة في مهمه
الكلمات
عن رائحة تشبهني
وصوت فيه طعم الزيتون
الشعراء يتعارفون
ويلتقون كعادتهم
رغم المكان المرتج
والاوقات العائمة
يجلسون في المقاهي
المفتوحة على البحر
والشرفات المفضية إلى
السماء
يتجاذبون كالمجرات
الخارجة
عن مدارها
والظباء المجروحة
التي تلعق دماءها كي
تطيب.
مثقلة انا بالزمان
اللولبي
وباحلام الذين لم
يعبروا ابدا
إلى اليقظة.
يعلمني الطير نغمات
نسيتها الأنهار
والنمل العابر في قصة
سليمان
يعلمني كيف ارتب كلماتي
وكيف
انفض عنها الغبار .
السلطة للماء
لذلك لا انحني لغير
الخريف وللشتاء
إذ يأتي بلا مقدمات
ليس يعنيه اذا كان
الفراش
مفتوحا على الثلج
والفلاح لم يخزن حبوبه
باناة
السلطة للريح
ولتطر كل القبعات
المدنية والعسكرية
الريح ليست تأبه للنظام
وللرخام الملكي
ولا يعنيها مطلقا أمر
اللقاح
تلك مسألة موكولة
للبذور
تختار كهفا أو حقولا من
القصب
أو تستبيح الخمر في حلم
العنب.
وانا كالريح. ...
كالريح أنفخ في الكلام
فيمتلي
واطير مثل الضوء كي لا
أحط
على مملكة ولا اسبى
ولا يقايض بي في عرف
المماليك.
ولا أعلق من جديلتي في
باب "الطاق"
وانا العراق
أيام كان النخل مرفوعا
على أكتاف بابل
والماء يغسل أقدام
الذين يعتقون الطين
ويعزفون للسمك الذي
يأتي محملا بالملح
كيما يعود و يلتقي
بعروسه في النيل.
انا الدليل .....
فوزية العلوي تونس