واحات..
ماهر محمد
علوم (دورة الغياب)..
لم يعد هناك مُتّسعٌ لغيابك..
تعاليّ معي كي أريك
أين وأدتُ قصائدي الحية..
حفرتُ في ذاكرتي عميقاً
أكثر مما تتخيّلين
وأهلتُ كل تراب الحُزن عليها..
بالضبط هنا يا حبيبتي
أنصتي لذلك الضوء القادم من بعيد..
حدّقي في صدى صراخ القصائد
القادم من مصدرٍ مجهول..
تماماً هنا
حيث مُستقّرُك في الخيال
أنت بطيفك وظلّك ومداد غيابك
أخذتم كلّ حيّزٍ فيني
ولم تتركوا لي رقعة
أستظّلُ بها من لهيب الشوق..
لم تتركوا سوى مساحةٍ صغيرةٍ تُدعى (قلب)
أُمّررُ منها اشتياقي وقصائدي
كمرور الدم في الشرايين..
مروراً بممّرٍ ضيّقٍ يُدعى (روح)
ليخرج غيابك على هيئة صرخةٍ
تفقأُ عين الحقيقة
بدمعةٍ لا تتوّقف..
*****
قيامة..
أخافُ أن أنطق اسمك مرتين
فينكسر صوتي..
أخافُ من تلك العيون
التي كلما تلوّنت
أشرقت شمس
وغربت أخرى في ضمير العالم..
أخاف البكاء في حضنك الشاسع
فيصبح مزاراً تحُجُّ إليه الطيور والغزلان..
أخافُ من صوت صدى أقدامك في الشوارع
فتثور عليّ أرصفة المدن وورودها..
أخافُ أن أحبك يوماً ما
فيموت ضمير العالم
وتغرب الشمس من المشرق
وتشرق من المغرب
وتحلُّ قيامة الحب..
*****
صانعة المفاتيح..
نعم.. هنا قلبي
وأحييكم من هذا المكان المهجور
قلبي الذي أوصدته إمرأة ذات يوم
ونسيت المفتاح في حقيبة يدها
وغادرت..
وأُخرى ركنت مشاعري وأحاسيسي
في شارعٍ مُظلمٍ
والحيُّ الذي أُخاطبكم منه مباشرةً
وضعت المفتاح أيضاً في حمّالة صدرها
وغادرت..
يا معشر النساء
ائتوني بصانعة مفاتيحٍ
لا تفقهُ شيئاً في الحب..
*****
واحة جافة..
في العراء
تقفُ الروحُ كنخلةٍ يتيمةٍ
آهٍ من الروح
كيف تُلقي بثمارها في صحراءٍ
لا تعبرُ منها القوافل
تسقطُ ثمار الروح تباعاً
دون أن تمّسها
شفرة منجل..