رغبات
صلاح عبد العزيز
..
كما لو أننى وحيد الخلية
أنقسم على نفسى
وأتكاثر
لكن المحزن
أن أشباهى لا يشبهوننى
..
تحولت لسرخس
ومن ثم كثرت السراخس
صحيح أنها تشبهنى
لكننى لا أشبهها
فى الواقع يحدث ذلك
فى مرآتى
وأجدنى على رصيف ذكرياتى
وحيدا
..
ماذا يمكن الآن أن أفعل
أنقل الرصيف من مكانه
أو أغير لون السماء
ربما أطلى حوائط الهواء
بقصائد لا تهم أحدا
حيث
فى البدء لا أحد
والآن لا أحد
..
ربما تكون منشغلا
بالغول والعنقاء والخل الوفى
دون أن تشعر بامتلائك بالحكايات
وهى تتجسد فيما تقابله من وجوه
تؤلمك أنيابها رغم أنها هشة جدا
وأنت الرجل الصلب
كما يرونك
وكلما تجولت فى آلامك
تجد ذلك الكائن وحيد الخلية
يبتسم
..
هل هو الأمل فى عالم جديد
هو كل ما يشغلك
الغول الذى بداخلك يستطيع أن يحدد
بدقة متى تنتهى الحياة
لكنه لا يستطيع أن يعرف كيف تبدأ
بينما العنقاء تعرف
..
بينما وأنت تجلس فى فراغ حياتك
ترى دوامات تخرج من أتونها
صفر اليدين
عنقاء لا ترهب الجحيم بقدر انشغالها
كيف يكون ريشها الملون
..
الحياة بكل منغصاتها لا شىء
بجوار موت رائع
موت هو حياة لم نجربها
ربما يكون الموت أجمل
الذاهب فيه لا يخبرك بصدق
لأنك لم تقابله
السبب فى ذلك ضياع موعدك
معه
موعدك الذى لم تحدده
..
الجديد فى الأمور المعقدة تلك
أنها تملأ وعاء فى جمجمتك الصغيرة
أرض بكاملها فى آنية عندما تلمسها
تظل تلك العواصف تدور
ولا تستطيع جمعها
لا تستطيع أن ترى حتى الكائن الوحيد
يضيع فى ركامها
وتظل تبحث إلى أن تنام
..
فى النوم أيضا تجد الكوابيس
غير عابئة بك
الصداقات أحيانا تنتهى عندما نغير عاداتنا
قشرة مصنوعة من تراب
حيث تبدأ الحياة وحيث يبدأ الموت
رغباتٍ
ثم تنتهى
..
..
..
صلاح عبد العزيز
