لحظة انكسار
الكاتب / إبراهيم عبد الفتاح شبل
في ظل ارتفاع سعر متر
الأرض المباني بأحدى القرى الواقعة على شط النيل
التي رسب طميه جوا قلوب
المصريين فزرعت بالقلوب الطيبة والحب والكرم ومساعدة الآخر والتعاون ونجدة الملهوف
حتي صارت بيوت القرية كالبيت الواحد وبنات
القرية كلهن بنت رجل واحد لا يوجد تفرقه بين أهل القرية فهم جميعا أهل كالبنيان
المرصوص يشد بعضه بعضا .
هكذا أهل القرية أخوة
متحابين حتى وصل العاصفة
مع المدنية وبناء
البيوت بالطوب الأحمر والحديد والأسمنت والتباهي بعدد الأدوار والتصارع من أجل
المال لركوب السيارات الفارهة
والبحث عن تعليم مدفوع
التكليفة وارتداء البنات للملابس الحديثة التي تحرم شرعا من خلال فتوى شيخ الأزهر
نصر فريد واصل تحريم ارتداء البنطلون لأنه يشف ويصف مفاتن البنات
والأن معظم بنات القرية
يخرجن متبرجات أمام رب الأسرة وأمام الأم مدرسة البيت
وكلما زدات المدنية
ضاعت أصول أهل القرية والصفات والسمات التي كانت تميزها عن المدينة
ولكن مايحدث الآن في أن
تقف عائلة لأخرج ميت من القبر بحجة إنه رفض الإشترك في بناء المقابر ولم يدفع لا
في شراء أرض المقابر ولا البناء
في وسط ذهول الناس مع
اختلط الأصوات بصوت البكاء مع إنهيار الأبناء الذين مر بهم الوقت كزمن طويل من هول
الصدمة
ماذا يفعل الأبناء بجثة
الأب وتعالت الأصوات تنهر الرجل على فعلته والرجل يقول حقي
ماذا افعل لو مات أحد
من أهلي ؟ هل أتسول له مقبرة؟ أو ماذا أفعل؟
فيخرج ابن الرجل مبلغ
كبير من المال مقابل أن يقبل الرجل بدفن والدهم ولكن رفض الرجل
هنا أحس الأبناء بلحظة
إنكسار كبيرة وإن القرية لم تعد كما كانت أهل البيت الواحد
فطلب رجل كبير وحكيم
بحل المشكلة بدفن الميت بمقابره على أن يقوم الأبناء ببناء مقابر لهم
هنا عرف الجميع في لحظة
إنكسار إن القبر يكون أهم من البيت والأيام دائما تأتي بالتقلبات الجوية
التي لا نكون مستعدين
حقا لها فتسرقنا الأيام حتى نصل إلى مرحلة الصدمة والإنكسار أمام العاصفة
فأحرص أن يكون لك قبرا
يستر خاتمتك
ويعفك عن أعين الناس
فمن رحمة ربنا عليك أن
تحرص على بناء قبرك في حياتك
الكاتب / إبراهيم عبد
الفتاح شبل
