سلوى اسماعيل
سأكتبُ أُسْوَةً بالشعراء
سأكتبُ أُسْوَةً بالشعراء
عن الفقدِ
قلق المناديل
و محطات الانتظار
عن قطرات المطر حين
تطرق
أبواب القرية
تملأ أخاديد الأرض شجراً
سنابلًا غضة كساق صبية
تحلم برعشة الحب
بمداعبة خاطفة بين
سنبلتين
عن البحر
الرمل الدافئ الذي
تتقلب فوقه حورية
كحبة كستناء
عن جسدها البرونزي
المستسلم لأنامل الشمس
تعيد توزيع الوهج على
امتداد جغرافيته
قبل أن تدغدغ خاصرته
موجة
سأكتب عن المتسكعين
على شواطئ التشرد
الحالمين بحياة تليق
بإنسانيتهم
عن شاعر يتنقل بين
الحانات
يد على ساق غانية
و أخرى تكتب عن الرغيف
عن المنافقين
الذين يتاجرون بالوطن
يبكون الخيام
جوع الأطفال
الموت الذي يحصد
الفقراء
و هو يتنزه على ضفاف
الراين
أو يراقب الشفق القطبي
بعد أن أصابته التخمة
من نزهات البوسفور
و ليالي تكسيم الحمراء
إنه عالم الأقنعة
الكذب
القتل
الجوع
الفقر
النفاق
الكفر
لا جدوى من الإسهاب في
الكتابة
كلنا صامت
كلنا يعرف هذا
كلنا دمى خيوطنا بين
أنامل عاهرة لا تتوقف عن
الرقص