المصطفى المحبوب
سأفكر في الرقص
جنبا إلى جنب الغواية
..
سأتجنب كل الشوارع
الهادئة
التي وضعت حواجز في وجه
تفاهاتي..
سأحاول تدشين الأمكنة
المقدسة التي رجمها
أناس لايحبون الرقص
والموسيقى..
اليوم تجاوزت الستين
مازلت مفيدا..
مازلت جميلا..
مازالت دقات قلبي تعرف
الطريق
إلى محلات بيع السمك
والخمور ..
مازلت أعرف طعم القبلة
أتذوقها مثل
قطعة موز
أو قطعة جبنة ..
مازلت أستطيع التمييز
بين
المياه المعدنية
والمياه
التي تنزل من صنبور
بيتي..
أخبركم كذلك
بأني أستطيع أن أستقل
سيارة أجرة
وأجلس مترقبا غروب الشمس
التي علمتني
كيف أخبو بهدوء دونما
حاجة لكاتب عمومي ..
أخبركم...
مازالت أرفض الأسماء
المستعارة وأكرهها ..
أحب الحياة بإسمي الذي
يعرفه جيدا
ساعي البريد..
رجال الشرطة..
مخبرو الحي ..
أصدقاء الجامعة
نادل المقهى الثخين ..
نعم تجاوزت الستين
أطفأت شموعا كثيرة
لم أدفع ثمنها
كنت أتخيل أنها تسقط
علي من السماء ، أو أن غرباء
يضعونها ليلا أمام بيتي
وينصرفون ...
سأفكر قليلا
إن كنت قادرا على
استقبالكم هذا العيد
سأفكر وأنا أرقص ربما
يحالفكم الحظ وتسعفكم غواياتي و تعانقكم مقاماتي..
سأمنحكم فرصة مشاركتي
لأني دخلت مرحلة
الإحتراف ،
أستطيع بتجربتي
وتقنياتي السهر لساعات
رفقة مجانين أو رجال
فاسدين أو أجهزة أمنية
لكني لا أفصح لهم عن
هويتي أو أفشي سر نكهة طعام أصدقائي ..
نعم دخلت مرحلة
الإحتراف
لكني لا أستطيع
الإنتباه
إلى الحب الذي ينسل من
بين جوانبي ،
إلى الغوايات التي
تتعفف كلما وضعت يدها في يدي
إلى كل الأشياء الفاسدة
التي إخترقت جدار كتاباتي
إلى آخر سوق زرته لشراء
نظارات تساعدني على
الخياطة والكتابة ، أما
الطبخ فكنت أراوغه بحاسة أخرى تعلمتها من كهل حينما كنت معارا في الشرق ..
كل هذا فقط لأخبركم أني
تجاوزت الستين...
المصطفى المحبوب
المغرب ...