كوثر العقباني..
الشعراء رايات بيض
يعقدون هدنة
لتدغدغ قلوبهم
الحياة فيكتبوا عن الحب
ويوهمون الأرض بالسلام
ويقولون ارسل اناك إلى
اللعنة
لا تمارس السلطة
وانسى امر العقاب
الشعراء يزلزلون دمك
كقبلة
مباغتة...
تشهر أمامها اصبعك
لتنطق الشهادتين...
ان لا اله الا الحب وان
الشعر نبيه ورسوله...!
لم أكن يوما شاعرة...
رغم هذه القفزات
المستهلكة من العبارات
فأمي لم تكن حنونة
لم توقظني في الصباح
الباكر لاغسل الاطباق
لكنها لم تترك لي مجال
اكتشاف الصباحات
وهي تهدهدني بلمسة حب
صادقة
لذلك لازلت اخاف
الخيانة
فكل الرجال الذين
قابلتهم يكذبون
كذلك لم تعلمني معنى
الفرح
فكنت اخاف رجال الدين
و اتسائل لماذا كل ملامحهم حزينة
هل الله دائما حزين
فيوحي لهم بهذه التعاسة
لماذا كل كلماتهم حزينة
أم انهم من فرط الرغبة
يتسترون بالألوهية
لينعموا ببراءة
النشوة...؟
لست شاعرة...
فأبي لم يكن حارسا
لابواب الغيم
لذلك لم ننعم بمزيد من
الهطول
كانت الرياح دائما عدوه
اللدود
فكلما استراح ليدخن
سيجارة
أقفلت خلفه الأبواب...!
فيخرج لنا من ثقب ابرة
يرتق مزقنا كخيط قطن
متهالك
لم يكن يجيد التوازن
فحبل بهلوانيته كان
متهدلا دائما...!
لم أكن يوما شاعرة
لذلك كان أخوتي وأخواتي
الستة
يأخذون ملابسي الضيقة
وأحيانا غير الضيقة
ويلبسون ثياب العيد
بدلا عني
كنت كبيرتهم وتعلمت ان
التضحية واجب مقدس
لذلك بعت طفولتي
واشتريت الامومة قبل أن
تكبر اثدائي
وقبل ان يتكور خصر
الأرض...!
الآن لن أصبح شاعرة
فأبنائي يحملوني على
اكتاف الراحة
يهبوني مصروفا يغطي
نفقات عمري المتبقي
يبتسموون في وجهي
ويتهامسون فيما بينهم
ان لا اغضب فيرتفع ضغطي
وان لا افرح فيهبط
السكري لدي
ان لا اتحرك فأثير ألم
العصب الوحيد
الان لن أصبح شاعرة
فكل من حولي شعراء
وحدي اتلمس الجدران
واتوارى
مخافة ان أوقظ
الهذيان...!
كوثر العقباني..