ماهر محمد
جمباز..
حياتي كُلها قفزات
أقفز مثل غزلانٍ هاربة
بخطواتٍ مفتوحةٍ وطويلة
مُرهقة..
أشعرُ ببندقية الصياد
دائماً تلاحقني
كأرنبٍ بريّ..
مساميرُ اللحم في قدمي
أصبحت عندي مثل نزهة..
أقفزُ في كل شيء..
في طوابير الخبز..
فوق طلاب الجامعة،
حين يُعلنون رسوبي على
لوحة الإعلانات..
حين تُخابرني حبيبتي
هاتفياً لتوّدعني
حين تصرخ أمي من المطبخ
(جرّة الغاز فارغة)
في حفلة الأنروا تحت
أشعة الشمس أثناء توزيع الزيت والسكر
حين أمرّ من أمام فندق
ما،
أقفزُ إلى الطرف الآخر
من الرصيف
طعم ممرّات الفنادق
مُخيفٌ يا أمي..
في العمل أقفز بيديّ
أيضاً..
في الشتاء، أقفز فوق
برك الدموع المالحة
كي لا يبتل حزني أكثر
وفي الصيف أقفز راقصاً
مثل قبائل الماساي الافريقية من آلامي الساخنة..
أركض قافزاً بحرفية
عالية
من وفوق ديون البقال
كعداءٍ أولمبي..
ظلّي يقفزُ كلما قفزت
فأفزعُ لأعود وأقفز..
حياتي قفز بقفز
تلك الحياة التي تركض
خلفي باستمرار
تدفعني للركض والقفز
خلف لقمتها
نعم.. بدأ الأمر مثل
لعبة
كمزحة ثقيلة
بدأ حين كنت صغيراً،
من جاري اللعين وهو
يركض خلفي مثل الحياة
حين طرقت بابه وهربت
ومن يومها أركض وأقفز
ولا أتوقف..
القفز عندي موهبة
مفتوحة الخطوات
طويلة ومرهقة
إلا حين ألتقي صدفةً
بحّظٍ جيد
أُصبح مثل طفلٍ تعلّم
المشي للتو
من كنبةٍ إلى كنبة
أتعثر بأقدامي..
ماهر..