فريد مرازقة الجزائري
تغريدة الحنظل
حَنَانَيْكِ يَا
دُنْيَا الرَّزَايَا ترَفَّقِي
بِإحسَاسِ مهْمُومٍ
شَقِيٍّ مُكَبَّلِ
عَلَيْهِ غدَا حُكْمُ
التأوُّهِ قائِمًا
وَ مَنْ جُرْمُهُ حِسٌّ
عنِ الجُرْمِ يُسْأَلِ
تراهُ عيُونُ الحالمينَ
مُنَعَّمًا
وَ لَيستْ تَرَى أنْ
ذاقَ مُرًّا بِحنظَلِ
يَحيكُ مِنَ الأحزانِ
وَالهَمِّ بُرْدَةً
لِيبْدُوَ مَرْمُوقًا
بِحفلٍ وَمحْفلِ
يُعَانِدُ أَهْوالًا
بِيَومٍ وَليلَةٍ
وَ كُلُّ ليالِيهِ
تُنادِي بألْيَلِ
لَهُ نظرَةٌ فاقتْ
ظلامًا بليلِهِ
وَوجهٌ لهُ رثٌّ كثوبٍ
مخلْخَلِ
لَهُ نظرَةٌ فاقتْ
ظلامًا بليلِهِ
وَوجهٌ لهُ رثٌّ كثوبٍ
مخلْخَلِ
غدَا صُورَةً لَا لونَ
فيها وَ لا صدًى
فعبْرَاتُهُ تَمْحُو
الَّذِي لَمْ يُسَجَّلِ
يُوَارى الثّرى في
اليومِ مليُون مرَّةٍ
وَ لا خِلَّ عَزَّى
الآلَ في كلِّ مقتَلِ
تَرَاهُ بِلَا رُوحٍ
يَجُرُّ قوَامَهُ
وَظهرٌ لَهُ ما طاقَ
فرطَ التَّحَمُّلِ
لِعَيْنَيْهِ لَحْظُ
العَابِرينَ إذَا اكتَفَوْا
مَنَ السَّيْرِ فِي
صَحْرَائِهِمْ دُونَ مأملِ
يَدَاهُ يَدَا طَيْفٍ
خَفِيفٍ تَهُزُّهُ
الرِّياحُ فَلَمْ
تَنزِلْ بِهِ أَوْ تُقَوْقِلِ
يُخَاطِبُ غيمًا دُونَ
صَوْتٍ فَصَمتُهُ
يُجيبُ بِـ ( لَا)
وَالرَّعْدُ ينطِقُ مِنْ علِ
فَلَا غيثَ واساهُ وَ
لا رَدَّ رَدَّهُ
وَ لا نالَ ما ناداهُ
منْ خلفِ أجبُلِ
تُعَذِّبُهُ الأيَّامُ
حتَّى غدَا لَهَا
يُغَنِّي علَى أنغامِ
تغريدِ بُلْبُلِ
أسَاهُ غدَا لَحنًا
شَجِيًّا وَمُطْرِبًا
وَأدْمُعُهُ باتَتْ
شَرَابًا لِمُقبِلِ
حَنَانَيكِ يَا دُنْيَا
المآسي ترَفَّقِي
فقدْ صارَ قلبُ العَبدِ
نارًا لِمِرجلِ
فريد مرازقة الجزائري