جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
نسرين تجينينصوص

عندما بدأتُ الكتابة

 

نسرين تجيني

عندما بدأتُ الكتابة



لم تعلم أمي

و لا أختي

حتى صديقتي المقربة بالثانوية

التي كانت كل قِصَصُها عنْ حبيبها الذي لا يُحبها

 عنْ مُسلسل سنوات الضياع

أخبرتني أستاذة اللّغة العربية

أنّ الشِعر و الكتابة ألم

لكنها لم تُجَرب

أنْ تَكتب عن الألم

و لا أحد يقرأ

أخبروني.. أنْ أتوقف عن كتابة الأوهام

و أنْ أكْتُبَ عن الفلسفة،

لكنّهم لم يعلموا أنّني كَنْتُ مُحَاصَرة بفَضاء من الشِعر

حيثُ يتدفقُ الألم، يتَكَوّن على هيئة كلمات،

نِصْفُها كَتَبْتُها بالفعل

بينما كان النسَاءُ يَثُرْن

بأجسادِهنّ

و العِطْرُ يَفوحُ من خِصلاتِ

شَعْرِهِنّ

كنتُ أنا،

أتعلم كيف أُمسِكُ المِقَص

لِقَصّ خصلات شعري الطويل

كُنتُ أجُرُّ جسدي

بِعَبَاءَة طويلةٍ سوداء

و حِذَاء رياضيّ

كُنتُ أبحثُ عن

رسائل إنتحار الشعراء

و عن مكانٍ هادىء وقت الفُسحة

 أقرأ فيه مولد التراجيديا

و عندما أعودُ إلى البيت أبحثُ

عنْ كتاب رياض الصالحين

في مكتبة عمي

عندما بَدَأتُ الكتابة

بَدَأتْ روحي تُسَافِر آلافُ الأفكارِ

و عِنْدَما تَصِلُ تَنَامُ مُتَشَرْنِقَة حزينةٌ

لقد مِتُّ و بَكَيّتُ

بَكَيّتُ و مِتُّ

 غَرِقْتُ داخلي و نَجَوْتُ بِنَفّسي

لطالمَا كان الشِعرُ نجاتي و مَنْزلي

عندما بَدَأتُ الكتابة،

تَعَلّمْتُ أنْ لا أُخْفي علامات السهر

و الحزن على وجهي،

أنْ لا أشتري عُلَب المايكب و أحمر الشِفَاه

عندما بَدَأتُ الكتابة،

تَعَلّمْتُ أنْ لا أقُول كلّ الأشياء

أنّ أرى كلّ ما أنْظُر إليه

و أنً أكْتُب مثل عين طفل صغير

يَبْحَثُ عنْ دَمعته التائهة

نسرين تجيني


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *