تامر أنور
أين تذهبُ هذا المساء
لم يكن حُلمًا
كان أبي ينفثُ دُخانَ
سيجارتِهِ سحابًا في سَقفِ الغُرفةِ ويبتسمُ لي...
بينما الغيوم تحجب
المصباح ويسقط المطر
٠٠٠
التلفازُ لم يُذع شيئًا
جديدًا
فقط موجزَ الأنباءِ
وفيلمًا للريحاني
وإعلانًا قديمًا
( أين تذهبُ هذا المساء
)
٠٠٠
جدّتي تُعدُّ
العشاءَ...
تضحكُ على صوتِ
الريحاني؛
تحكي لي حكايةَ قبل
النومِ وتُغنّي
( نااام وادبحلك جوزين
حمام )
٠٠٠
عندما طار الحَمَامُ
قبل أن تذبحَهُ جدّتي...
لم أستطع النوم
خرجتُ لأبتاعَ بعض
الحلوى من الرَجُلِ العجوزِ الذي ابتسمَ وقالَ:
لماذا تأخرت؟
لقد انتظرناك طويلًا
٠٠٠
لماذا لا أعرفُ الطريقَ
إلى البيتِ؟
٠٠٠
أبي/جدّتي/نجيب
الريحاني/ بائع الحلوى/عمّي الذي انتهى للتوِّ من رسم لوحةً لي بالأبيض والأسود...
كانوا جميعًا يبتسمون
لي ويغنّون
( نااام وادبحلك جوزين
حمام )
٠٠٠
لماذا لا يعودُ الموتى
إلى قبورِهِم؟!