وطني الأكبر
شعر : د. أحمد جاد
لَاْ تَحْسَبَنَّ
الْعُرْبَ جَفَّ مِدَاْدُهَاْ
أَوْ كَفَّ دَرْبَ
الْسّائِرِيْنَ فِرَاقُ
مَاْ زَاْلَ مَجْدُ
بِلَاْدِنَاْ مُتَوَاْصِلاً
لَمْ تُحْصِهِ
الْكَلِمَاْتُ وَالْأَوْرَاْقُ
إِنَّاْ عَلَىْ دَرْبِ
الْكِرَاْمِ وَإِنْ نَأَىْ
فَالْعُرْبُ
وَالْمَجْدُ الْتَّلِيْدُ رِفَاقُ
إِنَّ الْعُرُوْبَةَ
بِالْكِتَابِ مَصُوْنَةٌ
صِنْوَانُ يَعْجَزُ عَنْهُمَا إِفْرَاقُ
خَلَدَتْ بِهِ دُوْنَ
الْأَنَامِ جَمِيْعِهمْ
لَمْ يَسْرِ فِيْهَا الْضَّعْفُ وَالْإِمْلَاقُ
لَمْ تَنْأَ يَوْماً
عَنْ عُيُوْنِ مَآثِرٍ
أَبَداً وَلَا أَكْدَىْ
بِهَا الْإِخْفَاقُ
وَطَنٌ بِهِ سَطَرَ
الْفَخَارُ كِتَابَهُ
ذَهَباً وَلَيْسَ لِمَا
حَوَاهُ لِحَاقُ
يُسْتَنْسَخُ الْتَّارِيْخُ بَيْنَ رَبُوْعِهِ
وَكَأَنَّ مِنْهُ
لِأُمَّتِيْ مِيْثَاقُ
أَرْضُ الْكِرَامِ
وَإِنْ تَقَاصَرَ عَزْمُهَا
فَالْبَدْرُ حَتْماً
يَعْتَرِيْهِ مَحَاقُ
تَزْدَادُ مِنْ غِيَرِ
الْزَّمَانِ صَلَابَةً
كَالْعُوْدِ يَنْشُـرُ
طِيْبَهُ الْإِحْرَاقُ
لِجَزِيْرَةَ الْعَرَبِ
الْكِرَامِ تَحِيَّةٌ
مَثْوَى الْنَّبِيِّ
تَؤُمُّهُ الْأَشْوَاقُ
بَغْدَادُ يَا عَبَقَ
الْزَّمَانِ وَمَجْدَهُ
بِفَخَارِهَا
يَتَرَنَّمُ الْخَفَّاقُ
أَرْضُ الْفُرَاتِ
وَقَدْ أَرَتْ مَنْ لَا يَرَىْ
أَنَّ الْفِرَارَ مِنَ
الْقِتَالِ إِبَاقُ
مِنْ طِيْبَةِ
الْسَّوْدَانِ أَصْلُكَ يَا فَتَىْ
وَلِأُرْدُنِ
الْعَلْيَاءِ ذِيْ الْأَخْلَاقُ
لِبْيَا الْمُقَاوَمَةُ
الَّتِيْ لَاْ يُنْتَسـَىْ
مُخْتَارُهَا
وَجِهَادُهُ الْخَلَّاقُ
وَبِتُوْنُسَ
الْخَضْـرَاْءِ مَهْدُ قِيَاْمَةٍ
لِشُعُوْبِ خَيْرٍ
بِالطُّغَاْةِ تُسَاْقُ
أَبَتِ الْخُضُوْعَ
لِظَالِمٍ مُتَجَبِّرٍ
أَلِفَ الدِّمَاْءَ
عَلَىْ يَدَيْهِ تُرَاْقُ
بِالْمَغْرِبِ
الْفَيْحَاْءِ أَصْلُ كَتَاْئِبٍ
وَبِلَاْدُ أَنْدَلُسٍ
لَهَاْ تَشْتَاْقُ
وَجَزَاْئِرَ
الشُّهَدَاْءِ أَرْضُ كَراْمَةٍ
تَرْنُوْ لِمَجْدِ
نِضَاْلِهَاْ الْأَحْدَاْقُ
وَلِأَهْلِ شِنْقِيْطِ
الْكِرَامِ تَحِيَّةٌ
شُعَرَاؤُهَا فِى
الْعَالَمِيْنَ عِتَاقُ
لِبْنَانُ يَا سَاحِ
الْجَمَالِ وَمَهْدَهُ
آيَاتُ حُسْنِكِ فِى
الْأَنَامِ غِدَاقُ
فِيْ دَوْحَةِ
الْخَيْرَاْتِ نَبْعُ عُرُوْبَةٍ
يَأْوِيْ إِلَيْهَاْ
الْجُوْدُ وَالْأَرْزَاْقُ
أَمَّا الْيَمَنْ
فَخَرِيْدَةٌ لَا مِثْلُهَا
أَصْلُ الْوَفَاْءِ
وَحِكْمَةٌ وَسِمَاْقُ
تَسْمُوْ عَلَىْ مَرِّ
الْعُصُوْرِ بِمَجْدِهَاْ
بِطِبَاقِ عِزٍّ
فَوْقَهُنَّ طِبَاقُ
مَنْ ذَا يَحُوْذُ
مَقَامَهَا وَبَيَانَهَا
نَبْعُ الْعُرُوْبَةِ
خَاْلِصٌ رِقْرَاْقُ
صُوْمَالُنَا
بِصُمُوْدِهِ مُتَمَاسِكٌ
مَا عَادَ يَقْصِدُ
بَابَهُ الْإِشْفَاقُ
بِالْقُدْسِ أَرْضُ
رِبَاْطِنَاْ وَجِهَاْدِنَاْ
كَأْسُ الشّهَاْدَةِ
خَاْلِصٌ تِرْيَاْقُ
أَمَّاْ الْكِوَيْتُ
فَصَوْتُ حِكْمَةَ أُمَّةٍ
كُلٌّ لِنَيْلِ
نَصِيْحَةٍ سَبَّاقُ
وَعُمَانُ شَعْبٌ
لِلْجَمِيْعِ مُسَالِمٌ
بَيْنَ الْقُلُوْبِ
تَآلُفٌ وِوِفَاْقُ
جِيْبُوْتُ أَرْضُ
الْحَافِظِيْنَ لِدِيْنِهِمْ
لَمْ تَسْـرِ فِيْكِ
خَدِيْعَةٌ وَنِفَاقُ
جُزُرُ الْقُمُرْ
أَرْضُ الْكِرَامِ تَوَحَّدَتْ
صِدْقاً فَمَا يُشْقِيْ الْقُلُوْبَ شِقَاقُ
شَعْبُ الْإِمَارَاتِ
الْكَرِيْمِ طَبِيْعَةً
لَمْ يَنْأَ عَنْهُ
الْجَوْدُ وَالْإِغْدَاقُ
بِمَنَامَةَ
الْبَحْرَيْنِ شَعْبٌ يَتَّقِيْ
فِتَنَاً تُحَاْقُ
وَمِثْلُهَاْ إِخْلَاْقُ
وَأُقَبِّلُ الْأَرْضَ
الَّتِيْ بِتُرَابِهَا
يَسْتَوْطِنُ
الْتَّارِيْخُ وَالْأَعْرَاقُ
مِصْـرَ الَّتِيْ
يَقِفُ الْجَمِيْعُ بِبَابِهَا
لَا يَشْتَفِيْ مِنْ
حُبِّهَا الْعُشَّاقُ
يَا مَنْ عَلَىْ مَرِّ
الْعُصُوْرِ تَحَمَّلَتْ
وَتَكَسَّـرَتْ
بِثُغُوْرِهَاْ الْأَعْنَاقُ
كَمْ حَاوَلَ
الْأَعْدَاءُ فِيْكِ وَلَمْ يَرَوْا
غَيْرَ الْمَنَايَا
تُبْتَغَىْ وتذاقُ
إِنْ هَدَّدَ الْأَرْضَ
الْكَرِيْمَةَ مُجْرِمٌ
ثَارَتْ عَلَيْهِ
تَرُدُّهُ الْآفَاقُ
هَبَّتْ جُمُوْعُ
الْعُرْبِ يَزْأَرُ صَوْتُهَا
وَلِفِعْلِهَاْ
الْإِرْعَادُ وَالْإِبْرَاقُ
وُكَأَنَّ دُنْيَا
الْنِّاسِ بَعْدُ تَوَقَّفَتْ
وَلِأَجْلِ مِصْـرَ
تُفَتَّحُ الْأَغْلَاقُ
أَوَمَاْ عَرَفْتَ
بِأَنَّ مِصْـرَ عَظِيْمَةٌ
فِى الْعَالَمِيْنَ
أَبِيَّةٌ مِشْـرَاقُ؟
يَفْدِى الْعُرُوْبَةَ
شَعْبُهَا بِدِمَائِهِ
وَلِأَجْلِ وَحْدَةِ
أَمَّتِيْ تَوَّاقُ
إِنْ نَالَ أَرْضَ
الْنِّيْلِ سَهْمٌ غَادِرٌ
رَدَّ الْشَّآمُ
بِجُنْدِهِ وَعِرَاقُ
وَتُجِيْبُهَا أَرْضُ
الْحِجَازِ كَرِيْمَةً
فَعَلَى الْوَفَاءِ
تَعَاهُدٌ وَوِثَاقُ
فَاجْمَعْ عَلَيْكَ
ثِيَاْبَ عِزِّكَ مَوْطِنِيْ
أَسْبَابُ عِزِّكَ
وَالْخُلُوْدُ عِنَاقُ
هَذِيْ بِلَادُكَ يَا
بُنَيَّ فَلَا تَسَلْ
فَإِلَى الْسَّمَاءِ
مِنَ الْفَخَارِ نِطَاقُ
هَذِيْ الْقَصِيْدَةُ
لِلْعُرُوْبَةِ جَمَّعَتْ
فَمَتَيْ تُعِيْدُ
وِفَاقَهَا الْأَبْوَاقُ؟
وَمَتَىْ يُعِيْدُ فَخَارَهَا أَبْنَاؤُهَا؟
وَتُزَاحُ عَنْ تِلْكَ
الْنُّهَىْ الْأَطْوَاقُ؟
وَمَتَيْ يَفكُّ وِثَاقَهَا حُكَّامُهَا؟
وَمَتَيْ يُعِيْدُ
كُنُوْزَهَا الْسُّـرَّاقُ؟
****