جنان الحسن
تسير في شوارع المدينة
لاشيء هنا تعرفه
ولاشيء يعرفها
غريبة
فارغة من كل شيء
لا الجسد يحمل روحا
ولا الروح عادت ثرية
بشيء
وحده ظلها يرافقها
بأوامر صارمة من الشمس
في شرنقة صبيانية
تارة يسبقها
وأخرى يلهث للحاق بها
بحذر تتلمس تلك الشمس
التي ماعادت تشرق من الشرق
ضبابية
تجعلها لاتكف عن تلمس
يديها
وابتسامتها
والبحث في جيوب معطفها
وفي حقيبتها
عن يقين يثبت لها أنها
كيان حقيقي ..
ملموس وموجود حقا
..
وأنها تسير في ظل وهجها
المُواكبُ لراحلة الغياب
مثل أغنية قديمة حزينة
بُح صوتها
كسيحة
عالقة في حنجرة الوقت
لاشيء يجذبها
ولاصوت يعلو يتغنى بها
فقط بعض التفاصيل
الصغيرة
كانت مخبأة في عينيها
منحتها لذلك الغريب
حين عانقهما
***********************
***********************