ــــــــــــــــــــــمحمد حبشي
إنهم
يقتلون الجياد ،
التي لا تستطيع
الرقص ،
أليس كذلك ؟..
.
منذُ ترك " أبو قردان " موطنه الأصلي
،
وهاجر أسراب العبيد ،
إلى بلاد النفط ،
لم يستطع الجياع ، تجاوز خط الفقر ،
أو خيال الحقل ،
من الفوز
ب ميداليةٍ ذهبية واحدة ..
أو الجياد ،
من هزيمة " يوسين بولت " ، وانتزاع
اللقب ..
سبعون عاماً ، لم نتعلم من " مايكل شوماخر
" ،
كيف يفوزُ بسباقات الفورميلا وان ،
أو من الصقور ،
كيفية صيد الفرائس ..
سبعون عاماً ، ونحن نطفو ك الأسماكِ النافقة ،
فوق بحرٍ من البترول ،
دون أن نخترع
طائرة نفاثة ،
تخترقُ مؤشر داو جونز ،
تُهَشمُ حين تتجاوز سرعة الصوت ،
زجاجَ البورصات
العالمية ،
تصيبُ حين تشتعل بقلبها الحرائق ،
تعاملاتها بالركود ، وأسواقها المالية بالرعب ..
سبعون عاماً ، ونحن ندورُ في الفضاء ،
دون أن نصل إلى النجوم
أو القمر ،
إلا في أناشيدنا الوطنية ، وحصص الرسم ..
سبعون عاماً ، نخترعُ لهزائمنا أسماءً مستعارة ،
ننفخُ عبر التاريخ
في أنفسنا ،
حتى صرنا ك بالوناتِ الهواء ،
يعتريها الخوف ،
كلما رأت سرباً من الدبابيس ،
أو حرباً مشتعلة ، بين عُودَين من الكبريت ..
سبعون عاماً ، ونحن نطلق على أنفسنا الرصاص ،
ولا نطالب ب القصاص ،
ممن ألقى أحلامنا
للذئب ،
ويوسف في بئرٍ شديد الحراسة ..
وأدرج اسم " عنترة " في دفاتر الشهداء
،
وأسماءَ المفكرين
والعلماء ،
ب جداول المخدرات ، أو قوائم الموتى ..
سبعون عاماً ، ونحن نرفعُ علم البلاد ،
فوق المراحيض العمومية ،
ننتهكُ في المقابر
جثث الأسرى ،
وفي غرف النوم ، حقوق الإنسان ..
سبعون عاماً ، ونحن نعبدُ الأصنام ،
ننافسُ كفارَ قريش
في وأد الأحلام ..
نصفقُ لمن يقتلون الجياد ،
التي تستطيع
القفز ،
وتَخَطِي الحواجز ، والخطوط الحمراء ..
والتي تأبى الرقص للسياح ،
أو جَر عربات القمامة ،
والتي تسقطُ
من الجوع ،
أثناء تناول ملوك اسبرطة العشاء ..
محمد حبشي / مصر ..