الشاعر رفعت بدران
لرحيليَ عن كلّ عشبٍ...
رَعَيْتُ عليه الحروفَ اﻷليفةَ...
بين الكرومِ....
وكنتُ أراكِ على
السـَّمَواتِ القصيّةِ...
راعيةً للقطا
والغيومِ....
وكانت عصاكِ
الخجـولةُ...
ترشَحُ منها...
صغارُ النّجومِ...
بدا من حفيفِ
خيالِكِ....
لحنُ ظلالِكِ....
نادتْ عليَّ الكمنجةُ
والنايُ والعودُ...
نادى الوجودُ...
دع اللحنَ...
فاللحنُ أعذبُ من أن
يُغَنَّى...
بإيقاعِ...
هــــذا الزمانِ
المشاعِ...
على وَترٍ من حديدْ
* * *
لرحيلي الذي لا رحيلَ سواهُ...
إلى بلدٍ في بعيدِ
البعيدْ
تستبدُّ العواصفُ...
بالدّربِ...
أو تستردُّ العواطفُ...
للقلبِ...
حكمتَهُ
فتذوبُ اﻷنا
ويذوبُ الجليدْ
فَرَحٌ مُوجِعٌ يا
صديقةُ...
هذا الوجودُ الذي لا
حدودَ...
لحزنيَ فيهِ...
فأيُّ انتظارٍ....
ﻷيّ نهارٍ...
يسيءُ لحزني الذي
يشتهينيَ أكثرَ ممّا
أنا أشتهيهِ...
وأيُّ صوابٍ...
كأيّ سرابٍ...
يسيءُ لحزني وحيدي
الوحيدْ
فَرَحٌ مُوجِعٌ
لن يلائمَ حزني الجديدَ
القديمَ.. القديمَ الجديدْ
* * *
من قصيدة "في انتظار انتظارك" سنة ٢٠٠٠.