محمد مرعي حسن
أدب الطفل وبناء شخصيته
مما لاشك فيه ان
الإهتمام بأدب الطفل معناه المساهمة فى تكوين شخصية الطفل ورسم معالمه النفسية
والوجدانية...هذا الأمر الذى يجهله الكثيرون ولايعيرونه أدنى اهتماماً...لأن
الطفولة صانعة المستقبل والعمل على تنشئة طفل بشكل صحيح هو الطريق لرسم مستقبل
أفضل وصياغة مجتمع أفضل أساسه القيم والمبادىء...والكتابة للطفل تعد من أصعب أنواع
الكتابة لأن أديب الأطفال يأخذ على عاتقه مسئولية
تربية الطفل ودفعه نحو الطريق الأمثل سلوكياً وترغيبه فى القيم النبيلة
كالصدق والوفاء وغيرهما
، وأن يتكون لدى
الطفل القدرةعلى التمييز بين الصالح
والطالح ، وبين الخير والشر وبين كل المتناقضات الأخرى ...وإن لم يكون أديب الطفل
ملما ً بسيكولوجيات الطفل ، ونظريات التعلم ، وعلم نفس الطفولة ...فمن المؤكد أنه
سوف يتعثر ولا يصل إلى مبتغاه ...إضافة إلى معرفته التامة بصفات وخصائص كل مرحلة
من مراحل الطفولة...والأهم من ذلك أن يعرف
لمن يكتب ؟ وماذا يكتب؟..وان يكون لديه القدر الكافى من الإبداع ، وأن يكون
لديه القدرة لأن يتعايش فى مراحل الطفولة
فيكون طفلاً مثلهم فى مفرداته وأفكاره
حتى يفهم الأطفال مايقدم إليهم شعراً كان أو قصة أو مسرحية وغيرها من ألوان
الكتابة للطفل .. وان وأن يعرف الأديب كيف
يوجه رسالته إلى الأطفال بشكل غير مباشر . فينمى لديهم الذوق وتقدير الجمال
وإكسابهم الصفات السلوكية الحميدة لكى يصبح الطفل في النهاية مواطناً صالحاً ....