جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

قصة قصيرة

العنوان/ القرار مؤجل

محمد الباشا

فوارق العمر بيننا اكثر من 15 سنة ، أنجبت منه طفلين ، رجل مثقف وواعي لكن كل حياته عمل ، بروده العاطفي دائما كان مشكلة في نفسي تصارعني ، قال لي ذات يوم :

_ المرأة شهادتها سلاح لها من غدر الزمان ، وكذلك ويتباهى بها زوجها امام أي كان ، وانا أريدك ان تدرسي وتحصلي على الأمان ، حتى اتفاخر بك أمام كل إنسان ، وأن لا يقلل من شأنك أنس ولا جان ، عندها ازهو بك وأقطع كل لسان ، تطوري تقدمي لا تبقين في نفس المكان ، صرت أخاف أن يسألني أحد عن أي شهادة عندك وأي نيشان .

أحسست بأنني صرت دون مستواه ، قبلت التحدي وبدأت أدرس في أحدى الكليات ، ومرت الأيام صارت مشاعر زوجي باهتة المعالم أكثر مما كانت ، لكن هناك بريق نور مبهم جاء من بعيد ، أنه زميل لي عمره يوافق عمري ، جذاب ، كله أناقة نظراته لي غيرت شيئا ما بداخلي ، صرت انتظر أيام الدوام لكي اراه ، كلمني مرة عن المحاضرات فقال لي :

_ سيدتي ، ألا تساعديني في كتابة محاضرتي ، فأنا رجل تعبت كثيرا في دنيتي ، وكم بت ليال وانا رفيق دمعتي ، عذبتني وحدتي ، اتعبتني حيرتي ، لم أجد من يرأف بحالتي ، أنتظرت ملهمتي ، كي أقرأ لها قصيدتي ، وأدندن لها بأغنيتي ، أعتذر أن كنت تكلمت عن سيرتي ، لكن أحسست أنك ستسمعين قصتي .

كان يكلمني وانا غرقت في نظراته ، كنت اذوب في حلو كلامه ، تركني وانا ضائعة في كل صفاته ، نسيت كل شيء .

مرت الأيام وأنا أعيش صراعا بين قرب زميلي من روحي وقلبي وأحاسيسي ، وبين بعد زوجي وانشغاله بالعمل ونسيان حقي كزوجة ، لقائي اليومي مع زميلي صار حتمي ، تبادل النظرات كله حكايات ، صرت أحكي له في صراعي من جفاء زوجي ، أخيرا قال لي :

_ اخاف أن أقول أو أتكلم ، وأرجع خائبا وأتألم ، جئت هنا لكي أتعلم ، لكنني وقعت بالهوى وأخاف أن اتندم ، أن سكت قلبي يتهدم ، وأن بحت علي أن أعرف أنها لن تكون لي وعلي أن أتفهم ، فكيف يا سيدتي السبيل وحبها غزا روحي ولا يمكنني أن اتكتم .

فهمت أن الكلام لي وأنا كنت انتظره ، سكتت شفاهي ونطق قلبي وروحي :

_ أين كنت لقد أنتظرتك أعوام وأعوام ، أتدري كم تعذبت وانا افكر بك هذه الأيام ، لا اريد علاقة غرام ، كلها عذاب ومستحيل وأوهام ، بماذا أجيبك وبماذا أبدأ الكلام ، ان تكلمت قالوا هذا حرام ، وأن سكت قتلني حبك والغرام ، سألجأ الى زوجي لعله يدركني قبل أكون حطام .

تركته ، هربت ، تبعثرت ، تقدمت ، تعثرت ، رجعت الى بيتي وانا في أرتباك وحيرة ، لأني لم أعرف معنى الحب الا بعد ان رأيته ونطق به ، دخلت فقال لي زوجي متسائلا :

_ ما الذي حصل لك وما الذي صار ، لم وجهك شاحب مائل للأصفرار ، هل حصل لك مكروه أم فشلتي في الأختبار ، أياك وأن تخسري هذا الخيار ، حتى لا تحرجيني مع أصدقائي وينظروا لي نظرة أستنكار ، وأبقى لو سألوني عنك محتار .

قلت له :

_ نعم انا الان أعيش أمتحان صعب وفي حيره ، دراستي جيدة وعالية درجاتي الأخيرة ، لكن عندي درس أخاف من كل أشياءه وتعابيره ، أتمنى أن تساعدني على أن لا ألسع بناره وسعيره ، فاقترب مني فأني أمسيت على شفى حفيرة ، أعتني بي كلمني عن قلبك وعن اساريره ، أنا امرأة تحتاج كلمة جميلة كبيرة كانت ام صغيرة .

تركني وكأنه لم يسمع ما قلت ولم يفهم ، دخلت غرفتي بقيت الليل كله أفكر في كل شيء ، الصباح يكاد يطلع وانا لا زلت بلا قرار ، الحب في يتغلغل ، زوجي بعيد ، المستقبل مجهول ، نوايا الحبيب مبهمة ، أين الطريق ؟

بقلمي....محمد الباشا/العراق


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *