جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
مسرحAkid Bendahou

قدسية خشبة المسرح

 

قدسية خشبة المسرح

 

العقيد بن دحو

 


كم أبدو تقليديا نمطيا , كمرجعياتي الثقافية الفنية التقليدية الكلاسيكية , و أنا أتابع عن بعد وعن قرب ما يحدث بإسم الفن والثقافة , ويتشابه علي كل شيئ البشر والبقر والشجر والحجر , ومن هي وذب يصعد راحلة وهودج وسرج (الخشبة) في جميع الفنون الزمكانية ولا سيما المسرح بلا أي أدنى احترام أو أخلاق أو حبور حتى لا أقول وبلا قدسية , وبالتالي فاض الجو لتلك الورقاء الحمامة تبيض وتقرخ كما تشاء , واذا تولى الأمر (للعيال) الأطفال الكبار من التطفل فأنتظر قيام الساعة على أخر ما تبقى من شموع متقظة في ظل هذه القتامة التي تحف الجميع , وتطبق على الجميع من جميع الجهات , كاللليل الذي مدرك الجميع , وليته الليل (الإلكتري) أو الليل ( التريسياسي) أو الليل (الهوميروسي) أو حتى الليل (الأوديبوسي) أو الليل ( طه الحسيني) , انما الليل النمطي الذي ليس من وراءه طائل سوى الليل ذاته تعمى فيه القلوب والأبصار معا , البصر والبصيرة معا , الإستسلام التام للعاهة والجلوس بحبس المحبسين.

 

تراهم يصعدون وينزلون , صعدا نحو الأسفل , ونزولا نحو الصعود. بلا حسيب ولا رقيب.

 

رحم الله زمنا ونحن بالتدريبات الكلاسيكيات من مسرح وهران الى مسرح مستغانم الى مسرح سيدي بلعباس , يوم كان الواحد منا لا يستطيع ان يصعد الخشبة إلا اذا نزع نعليه وحذائه وضعد بالنهر المقدس الخشبي.

 

ثانيا/لا يوجد احترام للباس فبين الرياضي , وبين البحري والعمالي , ولا سيما تلك القبعات المختلفة , تشير كليا الى عدم الإحترام الخشبة و المسرح.

 

المسرح ليس ملعبا لكرة القدم , وليس مقهى شعبي , وليس مكان مضيعة للوقت , المسرح عبادة كان عند الإغريق والرومان القديمة , يوم كان المسرح كالطقس العبادة , بل كالصلاة , أين جميع المؤمنين الصالحين يسعون بكيفية أو بأخرى الى التطهير والتكفير الديني الدنيوي وحتىمن ليس له دين.

 

وظيفة المسرح عبادة حتى من لا دين له. ليتم الإتصال بين ما يمكن ادراكه وما لا يمكن ادلراكه . ومادام الأمر كذلك فهو مؤشر عن أداء دور عبادة .

 

ومادامت العبادة الفنية الأدبية الثقافية تتطلب حضورا وحبورا معينا , يجعل من الممثل المحتمل أن يكون نظيف الجسد والبديهة ولا سيما اللباس ( الهندام) , ولم لا اللباس الرسمي البذلة وربطة العنق , وليست تلك الكرنفاليات التي نشهدها بمسارحنا المتفرج والممثل على حد سواء.

 

الحرفية والمهنية تتطلب نوعا من السلوك الرسمي , ومادام لا يوجد احترام غمن أين يأتي التفكير والتطهير الأرسطي ولا حتى التفكير والتغيير التجريبي التجريدي الملحمي البريختي.

 

العديد من الفنانين و المثقفين ومن محترفي رواد الخشبة لا يعلمون تاريخ انشاء الخشبة منذ عهد الاغريق الى يومنا , ولا تقسيماتها المعمارية الهندسية ولا لباخطيطية .

 

العديد لا يعرف بأن (الخشبة) قامت على انقاذ الإله (أبولو) إله الشعر والفن , كانت قديما قبل أن تعرض المسرحية او الملحمية وفي زمن دورة واحدة (يوم ولية) , تقدم غيها عذارى الجوقة او الكورس الأناشيد والتراثيل والترانيم الدينية للإله الشعر والمسرح احتراما لهذه الخشبة.

 

أوبالتالي كان المسرح عموما يشكل قربى ثقافية , بل مصلى ديني فني.

 

تماما كأولئك الحجيج الذين يحجون الى البيوت والديار والأمكنة المقدسة , اللباس الموحد الجميل , ونظافة الروح والنفس والجسد.

 

أما ما نلاحظه اليوم على هذه الخشبات المسرحية فهي لا تغدو إلا أن تكون فوضى , فيها الكثر من جر الأقدام , وجر الحركات وجر واجترار الكلمات , كل منهم في واد , لا توافق بين الاشارة ولا الكلمة كل منهم في واد غير مقدس.

 

ومادام الأمر كذلك , فلن تقوم قائمة لفنوننا الزمكتنية , أما المسرح انتهى و انقضى به الأمر , ووصل منذ الاغريق الى نهايته , وجسد هذه النهاية المشؤومة المأسوية الكاتب الدرامي الكوميدي (ارستوفانز) في ملهاة ( الصفادع) , حين بعث الى (هديز) مملكة الأموات الى من يعود بواحد من شعراء التراجيديين , فلم يكن قد بقي منهم واحد , في اشارة الى نهاية المسرح عند الاغريق فما بالك عندنا وعند العرب عامة.

 

الخشبة ميدان , قائمة على التخطيط الهندسي , فمن اليوم المخرج الذي يقوم بالتخطيط الهندسي , ويعد الحساب والتقويم والتقييم والستاتيك.

 

فقط صعودا ونزولا وخلط وعط ومط وشط , ومن هب ودب صار يعتلي صهوة الحصان , بعد ان صار الحصان مجرد ديكورا وخلفية لإلتقاط الثور الفوتوغرافية الرقمية والتماثلية الكارطبوسطالية.

 

نفس الشيئ صارت الخشبة والمصلى التقليدي للفنانين , مرتعا لأشباه المثقفين و أنصاف المتعلمين يرتجلون بالكلام بالأرجل اكثر منها شيئا أخر , وفوضى صبيانية , في حين اسفل كل خشبة يرقد الإله أبولو , يتعذب ويتألم على حال المسرح عامة , وعلى حالة الخشبة التي أعتلاها أولئك الخليط من الرياضيين , ومن العمال , ومن الطلبة , ومن لا عمل لهم , ومن لا جدوى لهم يزحغون من الفراغ الى الفراغ.

 

والله لا ذنب لهؤلاء ولا اللا أولئك , العيب كل العيب في , وفي أولئك الأساتذة الكبار الذين علمونا , كيف نتصالح مع أنفسنا , ونحترم أنفسنا هنداما ونظافة وحركة وايقاعا وسلوكات عامة , ولكل مقام مقال , قبل أن تمني نفسك بإعتلاء الخشبة.

 

و بالأخير تستحضرني هذه المقولة : " أشتكت قطعة خشبية مسمارا (الى مسمار)....آاااااه ...آه أنت تشق أحشائي وتؤلمني ؟

 

- قال المسمار : آآآه لو نظرت الى حجم المطرقة التي تطرق رأسي......!.

 

- فماذا يقول عنذئذ , ساعتئذ , وقتئذ الجمهور .....!؟

 

*احترم تحترم , لهذه الأسباب والنتائج سمي المسرح الكلاسيكي الأرسطي بالمسرح الأخلاقي , ومادامت الأخلاق الغائب الأكبر تظل دار لقمان على حالها , ويصير فعلا (التمثيل) وسيلة على أنهم يمثلون وانتهى الأمر.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *