جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبنقد

إعادة كتابة التاريخ عبر الأنثروبولوچيا ★فى رواية"على شفا حُفرة"للأديب/مجدى جعفر

(دراسات نقدية)

                      -------------------

    إعادة كتابة التاريخ عبر الأنثروبولوچيا   فى رواية"على شفا حُفرة"للأديب/مجدى جعفر

حامد حبيب_مصر

 


   إن الرواية تفسيرٌ للتاريخ وللظواهر الاجتماعية

وأثر العوامل الاقتصادية، والتأثيرُ المتبادَل بين المجتمع والبيئة، ولكنه تفسيرٌ يكسر حاجز الرتابة

التاريخية والعلمية، بشكلٍ مُسلٍّ ومُمتع،من خلال المُتخيّلات التى يُحدثها الكاتب.وليست التسليةُ أوالإمتاع بقاصرٍ على إشاعةِ روح البهجة أو الترفيه

النفسى أوالوجدانى أوالعقلى ، إنما التحليق بالقارئ

فى مُتخيّلاتٍ ، الهدف منها جملة من الإيحاءات التى تسوقه فى النهاية للغرض من وراء ذلك ، من خلال

اسلوب وجوّ إبداعى يخلُقه الكاتب،فينجذب إليه القارئ،فيواصل رحلته مع العمل الأدبى دون ملل،

متجاوزاً حالة القراءة المحضة إلى الانفعال والتأثُّر

وتوليد حالات ذاتية أخرى من الخيال لدى القارئ

المُنفعِل المتأثِّر، أى يُخلَق عند القارئ مُتخيلات قد تتفق أو تختلف مع الكاتب،فيعود القارئ من رحلته

مُحمَّلاً بما قصد إليه الكاتب ، وربما أدّت به تأويلاته

الذاتية لإضافة المزيد..وهذا يُنبئُ عن روعة الكاتب

فى نسجِ حكاياتِه وقوة ومدى فاعليتها وتأثيرها الموضوعى .

*قد لايكون لدى القارئ استعدادٌ نفسى أو طاقة لتحمُّل مشاق التّتبُّع التاريخى التفصيلى داخل كتب التاريخ ، أو سَبر أغوار الواقع كما ينبغى، فيستدرجه الكاتب الواعى لرحابةِ عالمه الخيالى، وإطلاعِه على

الحقيقة فى جوهرها دون معاناة،من خلال أسلوبه الممتع الجذاب، والموضوع الذى يختاره.

*إنَّ الكاتبَ المتمرِّس،هو الذى يستطيع أن يستدرجَ

القارئ للتعرُّف على تاريخه وواقعه والمتغيّرات المطّردة عبر الزمان، والتباينات الزمانية والمكانية

ومايتعلق بهما من تباينات اجتماعية أو أنثروبولوجية وغيرها، بخلق أحداث أو صراعات تكشف من خلال حالات التنوع أو المقابلة أو الضدية

ماينوء به المجتمع عبر العصور، من خلال صور متحركة واسناد أدوار لها ، تجسدّ ذاك الصراع، أو هذا التباين، لخلق تأثير انفعالى،لِيُصبحَ ذلك هو المغزى من وراء الكتابة الأدبية،التى لاتنفصل عن واقع الإنسان،لإحداث التغيير المطلوب، وخلق إيجابيات تُضاد ، أو تواجه سلبيات هذا الواقع فى كل مناحيه السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية

والبيئية.

_____________

*إنَّ رواية"على شفا حُفرة " للأديب المبدع (مجدى جعفر) تبدأ غوصاً فى عالم الأنثروبولوچيا..عالم شديد المحلية، مُغرَقٌ بعاداتٍ وتقاليد خاصة، يغشاه الجهل ويكتنفه الفقر والتخلف والخوف والاستسلام والخرافة وتسيطر عليه حكايات الجان وأفاعيله، وكل ماشابه ذلك، مما تتصف به المجتمعات النائية

أو المنعزلة،بإشارته "بين الزقازيق والمنصورة"....

واصفاً المكان الذى سترتبط به أحداث الرواية،فلا

هى تنتمى إلى هذه، ولا إلى تلك، هى"بين"..و"بين"

لاتوحى بانتمائية. و" بِركة"و"مُنخفَض" إيحاءٌ بتردّى

الحالة المعيشية والإنسانية ،بادئاً بِحكى أنثروبولوچى، والذى من أهم خصائصه ،الاهتمام بالحياة المعيشية والإنسانية فى بيئات محلية محدودة، لكشف مابها من عادات وتقاليد ونشاط اقتصادى وأسلوب حياة مقصورٌ عليها. لذا نراه بادئاً

فى أوّل سطور الرواية بقوله:"لا أحد يعرفُ تحديداً

سرَّ هذا المُنخفَض الأرضى الكبير فى تلك المنطقة

التى تقعُ ما بين المنصورة والزقازيق، رغم أن الأرض

فيها منبسطة ومبسوطة ومستويات"قاصداً أنه لا ينقصها من الخيرات أن تكون كذلك.."منخفض أرضى كبير تُقدَّر مساحتُه بخمسين فداناً أو أكثر.."

ويعطى تفسيراً مختصراً على  تردّى أحوالهم،يسوقه على لسان أحدهم، يختزل فيه مرادَه"لايُغيّرُ الله مابقومٍ حتى يُغيّروا مابأنفسهم" ، فى قوله:" مَن قائل بأنَّ الماءَ فى الزمن البعيد ،البعيد جدّاً، كان يتدفّق من باطنِ الأرضِ عذباً فُراتاً، لذّةً للشاربين،

وصارت هذه المنطقة حدائقَ ورياضاً وجنات، ولما

شقَّ الناسُ عصا الطاعةِ ، ولوّثوا الماءَ ، وانحرفوا عن عبادةِ ربّ العباد، مادت بهم الأرض، وانخسفت ،

وماتوا جميعاً أسفلها، وغاض الماء، وصار فوراً ،

وأنكرت الأرضُ الزرعَ ، وجفَّ الضّرع.

" ومَن قائل بأنه منذ أيام محمد على وأولاده من بعده.. ..". ثم ينتقل إلى حواديت البِركة:"وحول البِركة، انطلقت الحكايات: منها أن الجانَّ يسكنها وله أفاعيل..وغير واحد من أهل القرية سحبتهُ النَّدَّاهة..

وأنَّ المَرَدَةَ تخرُجُ  من البركة فى الليل...والجنّيَّاتُ اللاتى يتحمّمنَ فى ماء البِركة ، كم ألقينَ بحبالهِنَّ على الرجال، وخاصّةً الشباب....وقُدنَهم إلى رحلةِ

اللّاعودة "

ويُدلّلُ على ذلك بقوله:"ومن أشهر الحكايات، حكاية

(أبو كلبة) "شابٌ فوق العشرين، كان يُفلحُ فى أرضه

القريبة من البركة، وبِزَعمـه، مالَ إلى البركة يستريح

فى ظلال شجرها....وسمع الناس المتناثرون فى الغيطان القريبة من البركة صيحاتِ استغاثة.."...

"ليُفاجأ الناسُ به عارياً تماماً كما ولدته أمه.."فقد قبضت عليه كلبة(...).."ويقسم لكل من يراه،بأنها كانت امرأة بارعةَ الحُسن ، كانت عارياً تماماً، جسمهُا

النور مشوباً باللهب ، شعرها الأصفر مبلولاً، يُغطّى نصفَ ظهرِها العارى ".

*مَن قرأ إهداء الرواية : " إلى ثُوّارِ مصرَ..من الزعيم

أحمد عرابى...إلى شباب ثورة ٢٥ يناير"

* تُرى ...ماسرّ تلك الحكايات وعلاقاتها بالمتغيرات التاريخية عبر هذا الزمن، والتى بدأت منذ ثورة عرابى حتى آونة الاحتلال الانجليزي، وبعد ذلك؟!

*ستكشف الرواية وتجيب عن كل ذلك، من خلالِ سردٍ مُفعَم بالمزج التاريخى الأنثروبولوچى المدعوم بسحر الخيال.

                       ...سنواصل معكم إن شاء الله

________________

حامد حبيب_مصر



***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *