جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبقصةنقد

قراءةٌ فى قصّةِ "حاجزِ الصمت" ل/محمود احمد على

__(دراسات نقدية)_____________

                          ------------------

           [ قراءةٌ فى قصّةِ "حاجزِ الصمت"]

                   ل/محمود احمد على

   (من مجموعته القصصية:إليكم القاتلُ والمقتول)

حامد حبيب _ مصر



    يتّجه الكاتب (محمود احمد على) فى قصصه

مباشرة إلى القضية ، وبأسلوب سهلٌ بسيط.لايجيد

الغطرسة الأدبية ،فلايتعامل مع القُرّاء باستعراض

لغوى، ولايفتعل العبارات ، وكأنها تخرج منه بتلقائية

فتشعر بأنه إنسانٌ مثلك تماماً ، يترجم خلجات نفسك ، وهمومك الذاتية والعامة، وتعكس قصصه دائماّ حالةَ الضغط النفسي التى تمور بداخله، فهو

إنسانٌ مأزوم مضغوط، يتنفَّسُ قصصاً ، حتى لَتشعر أنه إن لم يكتب ،يموت. هو يجدُ فى الحياةِ عبثاً بلا

حدود.هذا العبث بالإنسان وأبسط حقوقه، تتفجّرُ

منه غضبةُ الأديب ..كثيرٌ من قصصه ، تراه كأنه يتحدّث عن ذاته ، وإنما هى أيضاً ذوات الآخرين

لأنها ضغوط وهموم مشتركة، لذا تجد الفعل أو الضمير لديه، مابين (رحتَ/فعلتُ/أخرج/تجدَ /هو/

أنا)..والحقيقةُ لافرق بينهما إلا فى الشكل، وهذا

الالتفات فى الضمائر فى الحقيقة ، معناه أننى وأنت

فى مصيدة همومٍ واحدة، أعانى ماتعانيه، وتعانى

ماأعانيه..جميعنا فى الهم واحد.

أرى أن قصصه القصيرة ، رواياتٌ مُختصرة، كأنه يجيد اختزال هذا العالم المائج من خلال مجموعة قصصية ،تتنوع فيها القضايا بأسلوب الرواية، فيسهل على القارئ دخول عالمه والتعرُّف على مقاصده بِيُسرٍ وسهولة، ولايخلو أسلوبه من التهكُّم

والسخرية ، من خلال المواقف ذاتها، وليس بالشكل المباشر ، وتلك إجادةٌ أخرى تُمكّنه من ضمان تفاعل القارئ مع مايثيره فى قصصه.

يستطيع ببراعة أن يجذبك من السطر الأول حتى

تتابعه فيما يريد الوصول إليه..القضيةُ لديه هى

محور الكتابة ، وهذا هو المقصد والمُراد الحقيقى

من العمل الأدبى.

____________

*فى قصته (حاجز الصمت)...هو المُثقّف الذى يألف

الكُتُب،ويألفه البائعون لكثرة تردده إليهم ..ويعبّر عن

مدى عشقه للكتاب ،بقوله:"مُبتسماً منتشياً سعيداً "

تلك المترادفات المؤكّدة لمدى هذا العشق.ثم يأخذنا

إلى عنوان كتاب جذّاب،هو كتاب"الحُرّية المطلقة"

وهذا العنوان ، يعكس رغبة الكاتب فى تجاوز كافة

القيود بلا استثناء، فرحاً،كأنه وجد فى الكتاب غايته

المنشودة ،غاية الانطلاق اللانهائى ، ثم يسوق عبارة

غايةّ فى الذكاء الأدبى، وهى"يصدمك ثمنه المرتفع"

ومابين عنوان الكتاب"الحرية المطلقة"وعبارة :

"يصدمك ثمنه المرتفع" عليك أن تُفسّر العلاقةَ بينهما

ولاأظنُّ أنك ستُخطئ مغزاها...فالحرية ثمنها غالٍٍ

وأىّ ثمن تدفعه للحصول عليها...يتوازى ما خلف السطور تماماً مع ظاهرها ، علاقةُ الظاهر بالباطن.

ويكشف عن هذا المغزى فى وضوحٍ فيما بعد،حين

يقول:"معنى الحُرية، الحرية فى العالم الثالث ،

الحرية فى الدول المتقدّمة، لاتقدُّم بدون الحرية،

الحرية إصلاح وتقدُّم وقوّة، الحرية الحقيقية أن

تقول مافى نفسك ،الحرية سبيلُ للنجاح والتقدم،

المُعارضة والمُصارخة أوّلُ طريقِ الحُرية".

هنا تبدو قضيته واضحة تماماً، هى قضية الحرية..

المقارنة بين الحرية فى العالم الثالث ، والحريةفى الدول المتقدمة، فى الأخيرة ربطٌ بين المتقدمة كنتيجة للحرية، والعالم الثالث بالحرية،وهو مايعنى

أن دول العالم الثالث تحتجز الحرية ، على أنها مُتّهم بالخيانة، لأنها لديهم تُنغّص عليهم حياتهم، وتقلقهم

فى مضاجعهم، بينما هى فى الدول المتقدمة،عالم بناء وتقدم، لأنها تخلق لدى الجميع نزعة الإبداع فى كل أمور الحياة، وهى دول بعيدة النظر،تنظر للتفوّق

ولاتفوّق بدون تلك الحرية، وعندما خافت منها دول العالم الثالث، بقيت محل سرّ .لأنهم هناك قصدوا إلى الصالح العام، وقصدنا هنا إلى الصالح الخاص، فانعدمت روح الإبداع فى دول العالم الثالث ، لأنه

لاتقدُّم بدون حرية الفكرة، وتلك الفكرة محجورٌ عليها ، تُنتهَك العقول التى تراودها تلك الفكرة، فجاء

صريح العبارة:" الحرية الحقيقية أن تقول  ما فى نفسك، الحرية سبيلٌ للنجاح والتقدُّم..المعارضة والمصارحة أولُ طريق الحرية" ..وانعدام هذين العامليَن سيُغلقا الطريق فى وجهها، والنتيجة، لا تقدّم على الإطلاق..هذا حلٌّ فلسفى فكرى سياسى مستنير، "رحتَ تُحدّث نفسك فى صمت:المعارضة والمصارحة..أول طريق الحرية".

وكأنه يُذكّرنى ب(ميخائيل جورباتشوف)زعيم الاتحاد السوفيتي الأسبق،حين أطلق حرية الرأى والتعبير والملكية، وأطلق كل القوى المتحرّرة فى المعسكر الاشتراكى،من خلال "الجلاسنوست والبريسترويكا"..البناء والانفتاح أوالمصارحة،فقد رأى فى النظام القائم معوقات تقف فى طريق التقدم، فآمن بالتغييرضد نظام جامد لاينهض

 للتطور السريع فى العالم، وأنه من أشد الأخطاء

 أن يكون الوجه مُحلّى بالاكسسوارات النظيفة، والباطن يغلى فساداً وعيوبا .

 ولكن التمنيات شئ، والواقع شئٌ آخر ، بينما كان

يُمنّى نفسه(أى :الكاتب) بكل ذلك بين مستمعيه من رُكاب الميكروباص، مجرّد أنه حاول أو وجد الفرصة أن يبوح، مُجرّد بَوحٍ برأيه، مجرٌد أن تنفّس هواء البوح

فوجئ بِمَن كان بجواره،الذى كان يُنصت لأقواله عن العدل والحرية،و..."يُمسك بطرف قميصك....إنها مفاجأة.....أخرج الكارنيه من جيبه الخلفى..ووجوه مَن حوله من الركّاب  الذين تجاهلوا  الموقف تماماً ،

بعد أن تحجّرت الكلمات فى أفواههم.... تلتفت إليهم،

..تلك الوجوه التى ارتدت لباسَ الصمت المنقوش بعلامات التعجُّب ،تنتظر منهم فى لهفة أن يتخطّوا حاجز الصمت".

_المعنى : أن عملاء الرقابة على المُتّهم الخطير المُسمَّى ب"الحرية" خلفك كظِلّك، في الهواء الذى تحاول فى خفاءٍأو زلّةٍ منك أن تستنشقه..فالحرية فى دول العالم الثالث عدوٌّ لدود لها.

             : أنً هذا البوح بمطلب الحرية، لايجب أن يكون بوحاً فردياً، إنه يحتاج المجموع ، الكل........

لن تخرج الحرية من قفصها، بِفردٍ ،بل بكثرةٍ تكسر

هذا القفص لتخرج الحرية إلى الحياة...لن تهبط من السماءإلى الأرض ،إلا إذا بلغ صدى صوت المطالبين بها عنان السماء، لاتُنال بحديث النفس للنفس ،

ولا بالأمنيات ، ولا بهذا الصمت ! ..إيحاءُ الكاتب:

"ومانيلُ المطالبِ بالتّمنى   ولكن تؤخَذُ الدنيا غِلابا

...ولايضيعُ حقٌّ وراءه مُطالِب

فليس بالصمت والأمنيات المرتجفة تُنال المطالب؟!

لابُد من كسر حاجز الصمت.

وكأن العنوان قدجاءبمبتدأ لخبرمحذوف،تقديره: "

يحتاج لكسر"،أو تتمّة جملة محذوفة قبله،تقديرها:

" الخلاص فى كسر".. على القارئ أن يُدركه ، وكأن الكاتب، وهو فرد ،يدعوكم للمشاركة فى كسر هذا الحاجز.

* تلك مهمة الأدب، رسالةٌ ثقيلة، لايحسبها القارئ

شيئاً للتسلية، إنما هو عبءٌ ثقيلٌ يتحمّله الأديب عن المجتمع، ولربما تحمّل خطايا رسالته وحده، بأن يُفاجأ بقارئٍ يُشهر الكارنيه فى وجهه.

*الأدباء فى حاجة لالتفاف القُرّاء، هم يقودون مسيرة تغيير،مسيرة تصحيح، يكافحون لأجلها من أجلكم ..فهل يبقى الأديبُ وحدَه فى تلك المعركة؟

__________________________

تحياتنا للأديب المبدع المهموم بقضايا وطنه:

              (محمود احمد على)_مصر

__________________________

حامد حبيب _ مصر



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *