_(الأدبُ النسائى المُعاصر فى الوطن العربى)_"٢٨"
-------------------------------------------------
=[ يُسرَى جميل الأسدى_العراق]=
-----
------------------------------
* المرأةُ العربيةُ عبرَ الزمانِ شريكةُ حياة،هى
الأُم والزوجة والأخت والإبنة ، هى جزءٌ أساسىٌّ من بطولاتِك التى تحتفى أنتَ بها،
ومصدرُ أغلب إبداعاتِك ،وفى الغالبِ مُلهمتُك التى تستقى منها تلك الإبداعات ..هى
لاتسُقطُ مِن ذاكرةِ أىٍّ مِنّا..هى مُنتجةُ الرجال،فامنحها ما يليقُ
بمكانتِها..هى الأمنُ والسكينةُ..هى المأوى حين تتنازعك مآسى الحياة ،
ولو كانت هى بعضٌ
مأساتِك،فذاك الأمر موفورٌ فى
الرجالِ أيضاً ، فما
مِن أحدٍ مِنّا كامِل..جميعُنا ناقص
والكمالُ لِلّهِ .
* هى لها آراءٌ مثلك
تُشاركُك فيها..لها قلبٌ يحملُ آلاماً مثلك..لها وطنٌ تنعيهِ مثلك..هى فى الثوراتِ
شريكة فيها مثلك..هى
تحلُم بِوطنٍ آمِن مثلك..هى
يدها فى يدك
لاتُفارِق..لاحياةَ بدون تلك المشاركة
وتلك الأُلفة بينك
وبينها.
* والمرأةُ العراقيةُ ..ذاقَت الويلاتِ عبرَ
عصورِها ،
فى زمن الفوضى والضعف
فى العصر العباسى الثانى
وفى الغزو التتَرى الغاشِم
،ثمَّ فيما بعد ، حرب التسع
سنوات المريرة بين
العراق وإيران ، ثم الغزو الأمريكى للعراق،مروراً بقسوة هجمات الدواعش،ثم
ماتلا ذلك من عدم
استقرارٍ داخلى.
النساءُ العراقيّاتُ فى
كلّ تلك الأزمنةوتلك الأزمات، فقدنَ أزواجاً وأولاداً وآباء..صمدَت المرأةُ العراقية
، وتحمّلت الآلام ومازالت ، حتى يتحقّقَ للعراقِ أمنُه واستقراره.
ولقد فرزت كلُّ تلك
الأحداث مُبدعاتٍ لايُستهان بما
قدّمنَه وأضفنَه
للمكتبةِ الأدبية العربية ..إبداعٌ حقيقىٌ جديرٌ بكُل تقديرٍ واحترام.
★ومن المبدعات العراقيات اللاتى شرُفتُ بقراءةِ أعمالهن ،
الأديبة والشاعرة العراقية، صاحبة الآراء
الحُرّة والمواقف
الجريئة :(يسرَى جميل الأسدى)
..وهى من بغداد ، تعمل
لدى وزارة التخطيط العراقية.
___________
* فى البدء ،ننقلُ
نداءها للرجُل الذى لا يراها إلاّ جسداً ، ولايجبُ أن تُختزَل المرأة فى ذلك
الجسد،
ونحن نعى قيمتها ودورها
فى الحياة، فتقول:
" ...يُمكن
لامرأةٍ غيرى أن تهبَك بعضها مُقابل ماتتّفقون عليه من حُبٍّ أو مال أو ماشابه
ذلك..أنا
لا أهبُ شيئاً إلا
مقابل مايُقدّمه الآخَر من قِيَمٍ غالية
ومبادئ سامية..لستُ
بِضاعةً كى تُقايضنى بها "
"أيها
الرجل..انتهى ذلك الزمن الذى كنتُ فيه بضاعتُك..عليك أن تكونَ بضاعتى القادمة ،
مادمتَ
تلهث خلفَ الأجسادِ
العارية والمُنتفخة..كم سيُكلّفك
ذلك من هوان".
______________
* فى مقولاتها عن
احتواء الأزمات الفكرية والسياسية بالعقل والحوار، نجدها تقول:
"إنَّ اللهَ
لايُحابى الجُهلاء..استخدامُ العقل لِحَلِّ المشاكل با حتوائها وتغليبِ لُغةُ
الحوار والنقاشِ
والإقناع مع الآخر ، هو
الحلُّ المثالى "
_وتستعيرُ من المقولةَ الشهيرةَ لِلإمامِ الشافعى :
" رأيُك صوابٌ
يحتملُ الخطأ ، ورأيى خطأٌ يحتملُ
الصواب..هذا هو الوعى
الحقيقى للتبادُل الثقافى
والأدبى فى كُل حوار
ونقاش".
______________
* هى قلِقةٌ أيضاً على
عراقِها، لها آراءٌ ومواقف فيما
يدورُ على الساحةِ
السياسية، قلقةٌ من تغيّر المبادئ لدى الساسة ، عندما يعتلون السلطة، فلهم وعودٌ
برّاقة قبل الانتخابات، وحين ينالون
المُراد، تتلاشى تلك الوعود وتتبخّر..السَّئُ منهم معروف، والخوف ممَّن وُضِعَت
فيهم ثقةُ الشعب، فصاروا بعد حين
العلاقة لهم بهذا
الشعب، وإنما فيما يحصدونه لأنفسهم من مالٍ أو مكانة، فتقول:"...حتى الشريفُ
اليومَ صار مصدرَ قلَقٍ
لنا، إذن نخشى أن يُفسدَه المال والسُّلطة، فماذا نفعل؟..هل نكبتُ أصواتنا فيستولى
اللّصُّ والعميلُ على مايُريدُه؟ أم ننتخب المريبَ، فيتحالفَ مع مَن خشيناه
؟..يالَوَرطتِنا العظيمة فى هذا العراق!"....إنها الحيرة التى نعيشها
جميعاً فى أوطاننا.
* ثُمًّ تتمنّى الوفاق
والحُب يجمع أهلَ العراق، فلا مذهب يُفرّقهم، ولاشمالٌ أو جنوب:"عيدٌ عندى
يومَ
اشوف العراقيين
بالفيسبوك مايِتعاركون على مذهب
أو محافظة ".
*الأديبُ الحقيقى، هو
صاحبُ المواقفُ الإيجابية التى يلتئمُ معها جُرحُ الوطن، الذى تنهضُ على آرائه
الأُمّة...والأديبةُ
العراقية(يُسرى) كانت أديبةٌ فاعِلة
إيجابيّة ، ولها أراؤها
فى اتجاهاتٍ شتّى، وذلك دور
الأديب الحقيقى فى
مجتمعه.
_____________
* هى الشاعرةُ التى
لشعرِها مذاقٌ آخر، فى سلاستِه
وروعةِ معناه..لاتجدُ
فيه صَنعةً ولاافتعالا:
_______________________
رأيتُكَ هزيلاً مثلَ أمَلى
مُتعَباً مثلَ ليلِى
نحيفاً مثلَ عُودى
تذروك الرياحُ بِمرواحِها الحزين
أشُمُّ أنفاسَكَ عبرَ النّاى
كأنَّ الأنينَ نشيجُ رُوحى
رأيتُكَ مُنذُ آخرَ حُلمٍ
تغسِلُ وجهَكَ بِغَيماتٍ سوداء
حاوَلتَ أن تبتسم
فتَلَعثَمَت أساريرُك
و تشوَّهَ الثَّغرُ اليابِس
تكَسَّرَت على جردائِه
قشورُ الغُربة
أردتُ أن أبكى
فاعتذرَ الدَّمع
---------------------------------------
__تلك هى التجربة
الذاتية لديها..سلاسةٌ وعذوبة،
وتلك النهاية مُدهشةٌ
للغاية" فاعتذر الدمع"..تلقائيةٌ
شعرية تنمُّ عن موهبةٍ
ممزوجةٍ بمشاعرَ حيّة، لذا تقول:
____________________
أيُّها الشاعرُ غنِّى
فنحنُ النساءُ موبوءاتٌ بالشِّعر
لا يعتقُنا مِن الحُلمِ
إلّا قصيدةً مُعتّقةً بالحُب
-------------------------------
_ذاك عشقُها للشِّعر ،
ونزوعها لِلحُب، وتواصل ذلك العشق :
---------------------------
اللّيلُ موَّالٌ
وأنا امرأةُ الأغانى
لا تتوقّف عنِ الغِناء
كُلُّ القصائدِ رقَصَاتى
---------------------------
_ وفى النهاية:
تعالَ..حيثُ تُريدُ
الليلة
أبدِع....
كَى أُكَرِّمَك...
بِدِرعِ وِصالى
____________________________
* مابين الوطن والذات
ونظرة ِ الرَّجُل إلى المرأة ،
آراءٌ ومواقف وقصائد،
لتُثبتَ للمرأة كينونتها كإنسانة..كمُبدِعة تستحق الاحترامَ والتقدير، وهى كذلك
،تستحق مِنّا كُلَّ الإعجاب والتقدير والتحية
لها ولكُل مبدعات
العراق، لذاك الثراء الأدبى الذى لا ينقطع، وذاك النهر المتدفّقُ أبدا.
___________________________
★حامد حبيب_مصر