ذات ضفاف غريبة
ــــــــــــــــــــــــــــــإلهام عرابي
اسأل عنّيِ
نوارس الموانئ عندما
أُمسي شراعا،
الأوقات المسروقة من
جيب المكان،
جميزة القرية العتيقة
قابلة قبلتنا البكر
وزهر الرمان
الطارح في ظهري وحمة.
اسأل عنّيِ
كرسيّا وطاولة يشاطران
جريدة لقيطة
رثاء صفحة الوفيات و
تثاؤب الأخبار.
ابحث بين الأطلال
عن حلم تحت الأنقاض،
عن قنديل روحي تطوف حوله أفواج الفراشات
وتأمّل لحظة غرق
الضحكات
في بحر دمعة
بغصّة غير شرعية.
أنصت ...
لعزف الريح لحن الشرفات
على بيانو النسيم.
ابعث رسالة للمقعد
الأخير في قاعة السينما القديمة
التي ارتدناها، سرّا،
بعد حفلة التخرج...
لو سحبتني أمواج الحياة
لضفاف غريبة
ارجع لصرّة القماش
المعلقة على كهف المجذوب
التي مازالت تحرس، إلى
الآن، كلماتنا السرية و جمعنا المحرّم..
تتبّع الطريق الخارج،
توا، من المسجد
والمتأخر عن موعد
غراميّ يجمعه بحانة !
لو يوما فرّقتنا الدروب
قم بزيارة مكتبة
الجامعة
فتّش في كتاب الكيمياء و ستجد خطّا سطرته تحت
عبارة
"كيف يرتبط ايون
بنواة ليكون ذرة"
يوم جلسنا، وجها لوجه، وأنت مسترسل في مطالعة
أنوثتي
فشيّدت، لك، في كتاب
الشعراء
بيتا تحفظه ورقة !!
وفتّش في كتاب النحو
عن ضميري المستتر في جملة اعتراضيّة وتعرّف عنّي
في سؤال استنكاري...
هل مازلت تتذّكر محاضرة
الرياضيات و المعادلة المعضلة
وحلّها الذي جمع بيننا وقسم علينا التصفيق وطرح الآخرين في الخطإ
وضرب ظنّهم بأن أحدنا
كان يغشّ من الآخر؟ !!!
لو فرّقتنا الأقدار
ألق على بيتي التحية
ولا تقرع جرس الغياب...