المبدع qusai zhr al
din
🌹🌹
قيسي زهر الدين
أستطيعُ الآن، وبعدَ كأسٍ ثالثة من الفودكا الرديئة أن أقول لكم،
لكن قبل ذلك، أقصد قبل
أن أبدأ بنشرِ غسيلي على حبالٍ لست أملكها، لا بد من التأكيد على (الفودكا
الرديئة) تلك التي كان يحتسيها أو يشربها (كي لا يزعل البسيطون مثلي) بطل رواية 1984 لجورج أورويل، الذي طبعًا نسيت
اسمه، تمامًا كما نسيت كيف سوف أكمل هذه القصة الساذجة ..
لا بأس .. فودكا رديئة،
بسعرٍ بخس في بلادٍ بخسة ..
فودكا تستطيع بملكوتها
أن تجعل منك بعد الكأس الأولى حفلةً من التفاهة ..
أجل أنا الآن وبعد كأسٍ
ثالثة، حفلةٌ صاخبة من التفاهة، حفلة لا يشاركني بها غيري، وغيري يعني
"أنا"
إذن لا بدّ من الكثير
من الضحك ...
أردتُ القول:
ما شأنكم فيما أفعل،
لماذا أشارككم ترهاتي؛ تلك التي من أسمالٍ وقصائدَ رثّة، كجثة حمارٍ نفق من
الوحدة!
أجل ..
ما شأنكم، إن كنتُ
سأتناولُ - بعد كأسٍ أخرى - كل مضادات الاكتئاب التي تملكني، يا لها من نهاية
تراجيدية!
هل ستكتبون لجثتي شعرًا جنائزيًّا، ثم ستصغونَ لسوناتا بيتهوفن
.. تلك التي أحب، أو أنكم ستقولون:
- كان شاعرًا طيبًا ..
شاعر!! ..
يا له من ثوبٍ شاسعٍ
لجثةٍ بحجمِ لاشيء، ما أكثر اللا شيء ...
ما من معنى لكل هذي
الترهات، تلك التي أكتب،
تلك التي تضحكون منها أو عليها .. تلك اللا شيء.
وأرددها، مثل ببغاءٍ في قفص، وذلك أسوأ ما في الأمر ..
فمنذُ أعوام وأنا أحتمي
بأخطائي، مثل طفلٍ يدس يديه جيدًا في جيوبه الممزقة، كي لا يرى أحدٌ إلى معصميه
النحيلتين ...
لا أخفيكم، لا أعرفُ
كيف سأنهي قصتي السخيفة هذه، أشعر أني قد دخلتُ في متاهة لا أستطيعُ الخروجَ منها
.. فأنا وحدي .. وكم من يدٍ عبرت ولم تلتفت ...
لا بأس ..
كل ما في الأمر، أن
الفودكا رديئة، رديئة جدًا .. كهذي البلاد.