_________( الوطن عند سُعاد الصباح )______
------------------------------
[ مِصرُ هى الحقيقةُ الكُبرى]
----------------------------
* شاعرةٌ من الطراز الأوّل
* وطنيّة من الطراز
الأوّل
* بينها وبين الفلسفة
والسياسة علاقةٌ قويّة
*
هى................عالُمٌ بذاتِه
---------------------------------
_ الأديب/الشاعر الحق ،
هو الذى تفيضُ أعمالُه برؤية فلسفية
..بموقف تجاه الحياة والمجتمع
والكون ....برؤيةٍ
فلسفيّة ، لأنَّ عملَه ذو طبيعة
تأمُّليّة
.... بموقف ، لأنّه لايكتُب إلا بدافعٍ قوى
بُحفّزه على الكتابة،
ولديه قضايا يتبنّاها ويُدافع
عنها.....ولايشعُر
بوجوده إلاّ حين يُعبّر عما يمور
بباطِنه ، وكأنّه يقول
: أنا أكتُب ..إذن أنا موجود.
_ الكتابة لدى
الأديب توأم روحه ، يموت كآبةً
وحسرةً
إذا حوصِرَ فى كتاباتِه ، إذا لم
يُطلَق سراحُه ، ليُحلّق فى
الآفاقِ كطائرٍ البلتيمور..بمعنى
أن يعبّر عن آلامه ..عن
أحلامه..عن أتراحه....عن
أفراحه متى شاء وكيف
شاء.
_
الأديب/الشاعر...شُحنةٌ موجبةٌ فى نواة ذرّة ..
ولايُستخَفُّ أبدأ بتلك النواة ، فإنها إذا
انشطرت
تسحَق ..تُغيّر وجه الحياة.
_ ولأن الأدب/الشعر
يصيبُ دائماً كبِد الحقيقة من
خلال
أساليب وصياغات وفنّيّات
أدبية تحاكى الواقع أو تصنع مايوازيه من
أجل تجسيد الحقيقة)
وإبرازها
بإلحاح ، نجد فى المقابل
أنّ السياسة
لاتقبل الحقيقة ، لذا
فهى تُعادى الأدب ولاتتقبّله ..
فى ذلك قال(ج.م كوتسى)
فى :"يوميّات عام سيئ":
"فالسياسة بطبيعتها
لاتستيغ الحقيقة، ولاتهضمها،
أو على الأقل تُكِنُّ
نفوراً لقولِ الصدق فى جميع
الظروف والأحوال
".
* فلترفُض السياسة
الحقيقة، تستسيغ أو لاتستسيغ
..تنفر أو لاتنفُر
...خرج الأدباء/الشعراء يعلنون أيضاً
منطق الرفض هذا،
ليشكّلوا جبهة مقاومة ضد تلك
العاطفة السياسية
التى تحمل مشاعر العداء والقسوة والأنانية ، ليمثّلوا
الجانب الآخر والأكثرية
المغلوبة وينوبوا عنها
فى الدفاع عن كياناتهم، فهم
نوّابُ الشعوب
الحقيقيون، لأنهم قبل كل شئٍ يغوصون فى أعماق المشاعر الإنسانية، ويستخرجون مابها
من آلامٍ وأحلام، حتى ولو عجز هؤلاء المحكومين المغلوبين عن البوح بها..فهم _
أى الأدباء_
يشبهون أشعة إكس "Ray×"
، ولكن
ليست تلك التى تكشف
كسور الجسد الداخلية ومناطق الألم العضوى، بل بتوظيفٍ جديد يختص بالآلام النفسية.
الجبهةُ التى يحاربون عليها ، هى
جبهةُ الأدب.
_____________
* (سعاد الصباح ) ..الشاعرة والأديبة الكويتية
...
أطلقت
قذائفَ الحقيقة فى وجه الساسة
العرب
وقالت :"
وليسَ الخرابُ السياسى
والعسكرى والقومي الشامل الذى أصاب العالَم العربى إلاّ نتيجةً
ميكانيكيّةً لِتصغير
حجم مصر، وسحب الفقرة
الرئيسية من العمود
الفقرى الذى كان يشيل المنطقة
العربية بكاملها".
_وقالت أيضاً :"
فإنَّ الوطن أرضٌ وشعب وليس
حاكماً أو رئيساً ،
وعودةُ مصرَ إلى الصّف العربى ،
هى عودةٌ طبيعيّة ..هى
انتصارٌ عربىٌّ /إنسانىٌّ/حضارىّ..وهل يُعاقِبُ الأبناءُ البارّون أُمَّهم الحنون
؟"
" وبإسقاط دورُها
العربىّ سقطنا فى عصر الانحطاط
السياسى العسكرى
والقومى".
_وتقول : " مصرُ
هى الحقيقةُ الكُبرى ".
* وتطلقُ قذائف الحقيقة
مُعبّأة بالغضب ، قائلةً :
" هل إسرائيل
ولايةّ أمريكية ؟ استفهامٌ لايبدو إنكاريّاً ، بل مؤكّد ..كل أوراق الواقع ببلاغةِ
حروفها
الرصينة تقول ذلك
!..والاثنان توأمان،قذف بهما رحِمُ الشيطان ، وأرضعهما إكسير الجبروت والقوة
والطغيان، وهما
يتغذّيان من شِريان دمٍ فاسدٍ واحد،
ونبضِ قلبٍ واحد ،
بذاكرة عدوانيّة صدئة، طبعاً !
إذا وضعت الولايات
المتحدة الأمريكية كلَّ خدماتها
اللوجستية، وقواعدها،
وأسطولها السادس، وراداراتها، وحاملات طائراتها الموجودة فى البحر
الأبيض المتوسط تحت
تصرُّف قيادة الأركان الإسرائيلية ، فإنَّ كلَّ شئٍ مُمكِن ".
* " المفاوضات مع
إسرائيل لاتبدو أكثر من زخرُف لفظى،لعبٌ فى الكلمات والوقت معاً ، سيركٌ خادع،
والحبالُ مُهترئة ،
يرقُصُ عربُنا الطيبون المخدوعون
على إيقاعِه ، وهم
يعرفون أنّه إيقاعٌ حزين، كارثى
مِثبّط للعزائم..وماتلك
المفاوضات والحماس الزخرفى لمَن يرعاها، كمَن يضربُ خيمَتَه فى الفراغ"
وتقول" لقد صار
معروفاً لدى العالم كلِّه ، أنّ إسرائيل
بحزبَيها الرئيسين،
العمل والليكود لن تُعيدَ الأرضَ
التى احتلّتها عام
١٩٦٧م ، ولن تعترف بحقوق الشعب الفلسطينى، ولا بالدولة الفلسطينية".
* أمّا الوطن لديها،
فهى تأخذنا إلى اتجاهاتٍ شتّى
للتعريف بمعنى وطن، فتقول: "ولأنّ الوطنَ
كلمةٌ ذات كبرياء، فإنَّ الصلاةَ على قٓبلتِه لاتكون قضاء ،
والوضوء ُ بنسماتِه
شرطُ صِحّة هذه الصلاة.".
_ولهذا فهى تدين
التطرُّف، وأخلاقيات الإسلام السياسى ، وأباطرته هم عنوان التخلُّف ، وتنفى عن
عقيدة الإسلام العدوان
والقتل، لأنه دينُ محبّةٍ وتسامُح ، وإنّه :"لُمِن المُخيف حقاً أن
يُصبحوالإسلامُ
قناعاً يتخفّى وراءهُ
الحاقدون والموتورون والمجرمون المحترفون".
* والوطن حريّة"..
* وترى حياةَ الوطن
الحقيقية فى الوحدة العربية...
التى هى فى الأساس
راسخة فى أحاسيس الشعوب العربية، فتقول فى ذلك:" فالجماهيرُ العربية هى
وحدويّة بالفطرة ،
بينما أكثر الحكومات العربية هى انفصالية مع الإصرار والتصميم".
______(سعادُ الصُباح
....الشاعرة)_____
* من قصائدها التى
لاتُنسى، والتى تُثيرُ شجَناً ،
قصيدتها " أمطرى
ياسماء"من ديونها"إليَك ياولدى"
ترثى إبنها
البكر(مُبارك) ، الذى اصطاده الموت فى عمر الزهور، وكان عمرُه اثنا عشر عاماً،
فهطلت دموعها حزناً عليه، وقالت:
أجَل
أمطِرى. ...ذوّبينى أسى
خُذينى بسيلِكِ
قطرةَ ماء
لعلّى أسيلُ
على قبرِه
وأسقيه فى
لهفتى ما أشاء
لعلّى أسقُطُ
فى قَفرةٍ
فأُحيى الجياعَ، وأسقى الظّماء
---------------------------------
_ وفى ذِكراهُ ،
تستحضرُ كلَّ التفاصيلَ الدقيقة:
وأمضى إلى الغابِ وحدى،
فلا أستشٓفُّ العبيرا
وتهتاجُنى ذكرياتى
، وتُوشكُ أن
تستجيرا
وتأخذُنى فى
دروبٍ ، أطَلنا
عليها المسيرا
وتنقلُنى فى
رياضٍ ، سكبنا عليها
العطورا
وتُغرِقُنى فى
أمانٍ ، بنينا
عليها القصورا
وكفُّكَ فى حضنِ
كَفّى ، سعيداّ، حنوناً ، قريرا
ومازلتَ أنتَ
المُفدَّى ، ومازلتَ
أنتَ الأثيرا
ومازلتَ حُلمى المُرجّى
، ومازلتَ عندى الأميرا
ومازلتَ نورا
لِعينى ، ومازلتَ
حُبّى الكبيرا
_وبرغم هذا الحزن،
اتّسمت القصائد بثباتٍ واتّزان
انفعالى..هكذا الشاعر،
مهما اجتاحته الهموم،
وعصفت به الأحزان،فعند
حالة الكتابة هو الشاعر الذى يعرفُ كيف يبدع قصائده، ولايطلق انفعالاته
بلا حدود ، فتتساقط منه
روعة العمل.
* وتُراها قد التزمت
شعرها العربى المُقفّى بلاحشوٍ
..بلاصنعةٍ أو تكلُّف ، فهى فيوضاتٌ
وجدانية صيغت بحكمةٍ واتزان وسُمو
المشاعر.
* كم لها من
كثيرٍ..دواوين شتّى وقصائد، لعلنا نعود إليها مرّةً أُخرى.
* (د.سُعادُ
الصُباح)..طاقةٌ إبداعية..فِكر ورؤى ومواقف...عربيةٌ ..وطنيّةٌ..عاشقة لهذا الوطن.
(كل التحية والتقدير)
__________________
حامد حبيب _ مصر