فتحي مهذب
الأم.
حين رحل أبي باكرا
في حرب حزيران الأسود
تحولت أمنا إلى حمامة.
تطير في أولى خطوط
الفجر.
تاركة فراخا تتخبط في
العش
سابلة جناحيها على
السهول الفسيحة..
تلاحقها الكواسر وبوم الدوق
الكبير..
شمس أغسطس الحارقة..
صيادون ببنادق فصيحة
جدا..
نواقيس أعيننا
الصاخبة..
صلواتنا برائحة النعنع
البري..
البائسة، بدهاء منقطع
النظير..
ترواغ هذا الكم الهائل
من العثرات..
بصليب من النور على
ظهرها..
ومسامير مرشوقة في
العظام..
ودم رسولي يزرب من كاحلها..
يتساقط ريشها الذهبي
ندفا ندفا في الهواء..
وآخر النهار تغشى عشنا
بسلة ملآى بالفواكه والدرر..
نتقاسمها مرفرفين مثل
ملائكة..
سعداء بهذا الزائر
العلوي
متدافعين متطاولين مثل
نبات اللبلاب..
لترتمي لاحقا أمنا المتعبة جدا
على سرير من القش
والدموع..
كتلة من العذاب الخالص.
***********************
***********************