عاهد الزبادي
وتسألين كيف أنا...
مرتجلٌ على حصان لسانكِ
الجموح حين تحدثينني، يقودني بسرعة ضوء بياض عينيك المشرق بالحياة، يطير بي
بجناحيه الطويلين كرموش عينيك، يخفق بهما كما ترمشين...كأنه (بيجاسوس) إلا أنه
خُلِقَ من دماء قلبي النازفة حين أصابهُ سهم طائش من عينيك، ومن عسل كلماتك الفتاك
كالأسيد يذوب بها كل من سمعها...
إلى أين يقودني هذا
الحصان الجموح ؟
إلى أين، وأنا تائه في
ظلام عينيك السوداويين؟
إلى أين؟.. إلى لا
مكان، فكل مكان لست فيه ليس مكان..
.
.
وتسألين كيف أنا
ملدوغٌ بعقارب الوقت الذي توقف منذ مفارقتك لي..
يعذبني الشوق...يستشري
بجسدي كالسُّم..يفتك به حتى برته شدتُه وأنهكته وطأتُه
.
.
وتسألين كيف أنا
مشنوق بحبل أفكاري التي
لم تعد تفكر إلا بِك، ولم تعد تبحث إلا عنكِ، ولم تعد ممتلئة إلا منكِ..
.
.
وتسألين كيف أنا
غارقٌ في بحر حبكِ
الهادئُ حين تبتسمين..الهائجُ حين
تتلاطم موجات صوتك...
محترق بجمر شفتيك
المتوردتين منذ قبلتيني آخر مرة...أفر من تلكمُ الجمر، ومن ذاك البحر ومن ثلج خديك
البيضاوين ....أفر من كل هذه التناقضات إلى تلك الشامة الموجودة في الحد الجنوبي
من ثغرك لأستقر بها، كأنها جزيرة الحياة، وشاطئ النجاة...
.
.
وتسألين كيف أنا
بدونكِ.....هذا أنا..!!
وانتِ أدرى كيف أنا
بدونكِ..
فبدونكِ، أنا بلا
حياة...ياحياتي
... بلا روح...ياروحي
بدونكِ أنا بلا نبض،
بلا هواء، بلا حاضر، بلا ماضي، بلا شيء...
بدونكِ، أنا بلا أنا...ياأنا
عاهد الزبادي