تامر أنور
وجبةٌ باردة
لا تزال باردةً...
جُثَّتُك الجليدية
وجبةً باردةً تُقدَّمُ
لشاعرٍ يُجيدُ الانتقامَ
ماذا سأفعلُ لكِ الآن؟
أنتِ ناصعةُ البياضِ
حقًّا
ودماؤكِ الزرقاء لن
تجعل منكِ ملكةً ميّتةً
٠٠٠
الشعراءُ عادةً لا يتخلصون
من جُثثِ حبيباتهم
- الإبداعُ وليدُ
المعاناةِ -
ولا يتبرعون بهن
لِتُجَّارِ الأعضاءِ
" لكنّني أملِكُ
من المعاناةِ ما يكفي "
لذلك حاولتُ أن أضعكِ
كنصبٍ تذكاري خلسةً بميدانٍ عام
قبل أن يتحرّش بك
الصِبيةُ
وتعيدكِ الحكومةُ إليَّ
مع مخالفةٍ لإشغالِ الطريق
٠٠٠
ماذا سأفعلُ الآن بتمثالٍ جليديٍّ
لفتاةٍ باردة
" لم ينجحٍ
الاحتباسُ الحراري في إذابتِهِ "
والنارُ كانت بردًا
وسلامًا على صورتِكِ
عندما ينتقمُ الشاعرُ
من مساهمته
يتوقّفُ عن ذكرِها
لتموتَ
لذلك سأكتبُ قصيدةً
أُخرى
وأنسى
٠٠٠
الفتاةُ التي دفنتُها
بالأمسِ بالذاكرةِ
اليومَ تفوحُ رائحتُها
بشدّةٍ