جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
نصوصهيثم الأمين

إجابة عن سؤال طفل قديم

 

هيثم الأمين

🌹🌹

إجابة عن سؤال طفل قديم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا لستٌ لصّا

و لكنّه أغواني... الكيس الكبير !

مذ كنت طفلا و أنا أتساءل:

ماذا يحمل المشرّدون في أكياسهم الكبيرة؟ !!

فأنا لم أجرّب، ليلة، النّوم على الرّصيف

و لكنّي جعتُ في بقعة من هذا الوطن لا تعرفني

و طبعا لم آكل من القمامة

و لكنّي رأيت مشرّدين كثيرين ينامون على الرّصيف

و لم يسمعوا، قط، بـ"ديوجين"

و شاهدت أشخاصا يأكلون من الحاويات

و لم يكن هناك مُخرج يعدّ للمشهد التّالي،

لم يكن هناك مدير إضاءة

و لا كومبارس يعبرون الشّارع...

أنا... لست لصّا

و لكنّ أمنية الطّفل الذي كنته كلّما شاهدت كيس مشرّد

تحقّقت اليوم

و سرقت كيس الرّجل الذي ينام على الرّصيف

لأجيب عن سؤال الطّفل الذي مازال داخلي:

ماذا يخفي مشرّد داخل كيسه الكبير؟ !!

في الكيس، لم أجد مالا كما كنت أظن !

لم أجد بذلة لعون بوليس

و قارورة عطر فاخر

كما وشوش لي صديق كان يدّعي أنّه يعرف كل أعوان البوليس السرّيين !

و لم أجد الله و لا أنبياء هناك

كما زعم لي درويش مدينتنا !!!

في الكيس كانت هناك أشياء أكثر غرابة !

كان هناك وطن كامل لا مشرّدين على أرصفته...

هناك امرأتان،

بيت بنوافذ عليها ستائر ورديّة،

هناك، أيضا، قنّ دجاج و كلب،

زيتونتان و أرجوحة

و هناك طفل يركض،

ضاحكا،

خلف أبيه الذّاهب إلى حرب لا تعنيه،

اسم مستعار،

قبر يطلّ، مباشرة، على الله

 و صراخ...

و لأنّي خفت أن أتّهم بالسّرقة

أحرقت الكيس الكبير

و جلست،

كرجل عظيم أجاب عن كلّ الأسئلة الوجوديّة،

في المقهى

و شربت قهوة مرّة

و أنا أخفي كلّ دخان احتراق الكيس في صدري !!


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *