فتحي مهذب
طائرات تغني بعذوبة في الجو .
*** لأن لك رصيدا هائلا
في العدم .
أطفالا موجودين بالقوة
في الطابق السفلي من
عمودك الفقري.
ينتظرون حروبا قذرة .
طائرات تغني بعذوبة في
الجو.
جنودا يمنحون القتلى
مفاتيح شقق فاخرة.
لأن بهلوانا يروض مفاصل
نثرك اليومي بآلة غريبة..
لأنك الوحيد الذي بكى
في جنازة غريغور سامسا.
وأهدى رصاصة طائشة لملك
الموت.
لأن وجوه متصوفة تلمع
في قاع المرآة..
لأن ضبابا قتل شجرة
برقوق..
شتم حديقة وحاول الهروب
من الباب الخلفي..
لأن ثورا بآلاف الأجنحة
يريد اعتقالك بدم بارد..
لأن تمثالا شقيا يأكل
امرأة جميلة بشوكة ذهبية..
ثم يرمي هيكلها العظمي
في سلة المهملات..
لأنك قناص جيد
تختفي في الأماكن
العالية..
وتصوب رصاصتك الأولى
باتجاه
مصيرك الأعمى..
ثم تسقط- من عل- أمام
أول قطار
مليء باللصوص والقتلة..
تهدي عظامك لعجلات الحظ
العاثر.
لأنك مليء بزئير
المتناقضات.
عربة يجرها جوادان على
طرفي نقيض.
الجسر مأهول بالسحرة..
وبيتك تطوقه ثيران
سوداء..
والعدو الوحيد هو
النهار..
مسلحا بالقش
والقاذورات.
لأن أمواجا من الضحك
العبثي
تهاجمك وأنت في تلة
الميتافيزيق.
تتسمع أصواتا غريبة
ولاترى شيئا.
بينما قدماك المرهفتان
في أرض هشة..
وبراهينك مثل مصابيح
مطفأة تتدلى من برج الرأس..
والزئبق صمغ الأقانيم .
لأنك التجسيد السيء
للرغبة ..
والثعبان الذي يرصد
حركات النجوم والنساء والمراكب الضائعة..
ابن الشمس المتوج بلبدة
الأسد.
الذاهب قسرا الى عتمته
الأثيلة..
لأنك مسمر على حافة
الهاوية.
لأنك تنظر كثيرا الى
السماء.
وترتاد المقابر في
الأوقات الحرجة..
سيمنحك الله قصرا هائلا
في الهاوية.
لترمم كل شظاياك
المبعثرة .