عبد الجبار أبومالك
"أتحدث عني "
ياه من بذائة المنطق ان
اسرق جنحي
ديك كسول يصيح في العصر
عوض الفجر
فأبتلي بوزن زائد عني،
كأني أطعم الأحزان في بطني
لتكبر وتوجه طعنة البر
الى قلبي
والطاعة المالحة
المنهمرة
من عيني جراء الفشل ،
زال العرق على جبيني
بلمسة
زالت الشمس من السماء
بغرقها في اعالي
البحار
زال المطر برتابة
ألوان قوس قزح
وستزول الأرض في أجل
قريب
بنفخة في الأطلال
ورصاصة ساخنة تنغرس في
الصدر بهوادة ساحقة ،
الا الندم يسري في دمي
كما لو انني أتعاطاه
في الحقن التي نجت
ابرها من الضياع في كومة القلب
العضلية ،
سمعتهم يقولون بأن حب
الوطن من الإيمان
وماتوا على قادته
كالجيف
رأيتهم مذ ردح من القهر
يتسلقون
الأسوار الشائكة
والأحراش الناسفة
على التراب ،يقصون طول
ابنائهم
كالأظافر السابغة وماإن
تصل الظهيرة حتى
تتبدد جثثهم
على الإسفلت بسبب
حجارتهم التي علقت في افواه المدفعيات ،
انا عبد الجبار أبومالك
المزداد بتاريخ 28/4/2001
تلقيت الكدمات والطعنات
اكثر مما ينبغي ،
وتوقفت عن ركل أمي في
بطنها
مغيرا الوجهة الى كوة
صدرها اليسرى هناك
حيث تقرفص العائلة
فرادى في إنتظار انهيار
جماعي او زلزال يتلف
ملامح الغبن من وجهها المجعد
بوهم الصبر ، ولازمة
النسيان التي غالبا ما تخطئ في حقها ولا تصب لتنهي مجرى التفكير في
مصير الموتى ومعانتهم مع ضيق القبور ،
أدركت كلام ابي بعد خمس
صفعات
متتالية على خد واحد
بأن الحب خرافة تضلل السبيل
وتسيء المصير الى
الهناء بالمناوشات مع نساء اضعلهن معوجة من تؤدة الجنون
والحنان اللاسع للوحدة المميتة في سكونها
الغدار،
أجريت عدة فحوصات على
عيني اللتين احترقتا
وانا أبصر بهما الأذرع
المتعانقة كالأغصان والأيدي
المتشابكة في اتجاه الحدائق التي تضج
بالعشاق بالمراهقين ،
لدي قلب ابيت فيه متى طردني
ابي من البيت
ولي أرجل امي اتوسدها
متى نالت مني الصعاب وكاد بي الزمن
أتممت المسير على طريق
اليسار
بمبادئه اتظلل ان احتدم
حر الطغاة على الرعية
واليه آوي إذا اشدت
عواصف الإعلام و طغت حناجر الدعاة بالأدعية الواهية و الدموع الخادعة كالتماسيح
....،
اشاهدهم وهم يحفرون
ويبنون
يهدمون ويسقفون وهم
يرتبون السكك الحديدية
وهم يغطسون اوجههم في
الكبيرت والأسيد
كم عينا فقعت كنفاخة
عند انتهاء عيد ميلاد
دون أن يأبه لها
المحتفلين ،
كم وجها ذوى كما تذوي
الأزاهير في الشتاءات الجافة
كم روحا سلبت في
المعارك ،
وكم رأسا اقتلع في ساعة
فرح السلطان بمولود جديد
اراقب الأضواء المنطفئة
واراقب الظلال وهي تقعي تحت أفياء
الكادحين وهم يمسدون
التعب من اكتافهم ورقابهم
المنتشلة كالجذور على
يد رأسمالي حقير ،
أشير الى الرايات
المعلقة في ارجاء المدينة
واهمس في أذني غريب
جنتيه مطعم ليشبع
وفندق كي بيت فيه،
قائلا له ذاك العلم لبلادي ٫
فيجيب بصوت رخيم ؛
منبت الأحرار
ومشرق الأنوار ....،
أشد على قلبي وهو يرتجف
واردف قائلا ؛
كم علي البكاء لأتمم
هذا النشيد الوطني ،
كم من صرخة ستندلق من
فمي صوب الله لأنطقني
في جملة " سئمت
هذا العبث "
انظر إلى يدي وهي
تعرتعش في صعودها لحمل ثقل رأسي،
صدري وهو مشتعل بالحزن
قدماي وهما في رحلة
تيه عني
فأعلم اني مازلت على
حالتي
مازلت محض ألم
وانتظر مخاضا لقصيدة
جديدة اكتبها في الليل
واتبرأ منها في الصباح
...!!
عبد الجبار ابومالك