مطبات هوائية في غيوم خريفية..
ماهر محمد
نشاط غير مسبوق..
لا وقت لديّ لجمع
الأفكار
كنتُ كمن يقفُ على تلةٍ
صغيرةٍ
في وضعية الإنحناء
بيدين على الركبتين
يستجمعُ قواه بعد
الصعود
حين مررت فجأةً في
خاطري
إثر مشاهدة غيمةٍ أثناء
رفع رأسي
لا تتخيّلي كم من
الأميال قطعت
راكضاً دون وجهةٍ
مُحدّدة
خلف صورتك في مُخيّلتي
وكأنها مشروب طاقة..
******
wifi..
لقد بدأ العامُ الجديد
بالفعل
ولم أُنهي إلى الآن
ديواني الأول
في حين أني كنتُ أنوي
أن أُهديك إياه
حتى وإن حوّلتيه إلى
رماد
كما صدري..
لا بأس..
دعينا نختم هذ العام
الذي بدأ
الآن وبقبلةٍ طويلةٍ
جداً
أنقلُ لك فيها كل
ماكتبت..
******
قرار..
حين قرّرنا أن نُحب
بعضنا البعض..
كان النهرُ يسأل عن
ضفّته التائهة
فقامت من قرّرتُ أن
أُحبها للتوّ
بإخراج ضفّةٍ هاربة من
جيبها
وغابة هرع سنجاب منها
حاملاً حبة بلوط
سقطت عن ظهر شجرة مجاز
في ذلك النهر فأحضرناها
له..
حين بدأنا بتنفيذ
القرار
كان الرجل العجوز ينتظر
الحافلة
أوقفنا له واحدةً
بالفعل
بلمسةٍ.. حملناه
ووضعناه فيها
لكن الحافلة ممتلئة
رأينا شاباً يضع سماعات
فمسحناهُ بإشارة
بسيطة..
الجارةُ التي كانت
تتلصّص علينا
حينما كنتُ أنوي تقبيلك
أغلقنا نافذتها..
بكل بساطة،
هذا مايرسمه العاشقون
هذا ما رسمناه سويّاً
حين قرّرنا أن نُحب
بعضنا البعض..
******
بلوتوث..
الرجلُ الذي رأيته بالأمس
حين كنت أفترش العشب
الأخضر
في الحديقة العامة
اقترب مني وهو يتحدث..
ظننته يضع سماعة بلوتوث
ومن سمعك أيها الغريب..
قبل أن تقاطعني
وأنا أُحدّث نفسي..
******
حفلة منتصف الظهيرة..
ولمّا حبست الشمس
في كأس النبيذ،
ذاب قلبي..
كانت تُحرّك الكأس
بشكلٍ دائري
ترسم ملامح العالم
بشمس الشفتين
التي لا تغيب..
هُنا الكأسُ استقال من
وظيفته ككأسٍ..
هُنا الوقتُ علّق مشانق
ساعاته
ورسم عقارب وحدته
الجديدة..
مولاتي..
هُنا.. ومن بين كل
الحاضرين
وحدي.. أسمعُ استغاثات
عاشقٍ
قادمة من الأسفل
تستجدي الموت في ثغرك
عاشق.. أقصى طُموحه
أن يُدفن بعيداً
تحت لسانك..
******
دوّي..
الدويّ الذي سمعناهُ
بالأمس
مسّ آذاننا سويّاً
أعرفُ أنه ثمّة ضحايا
في مكانٍ ما
وأن سيارات الإسعاف
ستهرعُ
لتُلملم أشلاء قلبي
بعد أن فجّر ثغرك
كلمة أُحبك..
******
تمثيل بياني..
ستسيرُ لمسافة ألمٍ
صعوداً وبشكلٍ منحني
تماماً مثل سيزيف
تُقاسُ المشاعر طولاً
وعرضاً وارتفاعاً
كلما اندفعت إلى
الحياة،
ارتفع حُزنك
كما موجة ساخطة على
يابسةٍ منخفضة..
وبعد عناءٍ ومشقةٍ
وذكريات
ستصل إلى الذُروة ( +40
)
ولن تجد أحداً في
انتظارك هناك،
سيخيبُ أملك
وستبدأُ رحلة التدحرج
مثل كرةٍ ثلجية
تكبرُ شيئاً فشيئاً
يكبرُ حُزنك ويقتلع كل
شيءٍ في طريقه
والحصيلة ستكون فوضى
عارمة سببّها سقوطك..
ستتوّقف، ويذوب الثلج
لتعود إلى ذلك الخط
المستقيم الأخضر
في تلك الشاشة السوداء
والذي سيُزعجُ من هم
حولك..
ستصبح قيمةً مُضافة
وإن كانت مُتأخّرة
أو بالأحرى كاذبة..
ستُذرفُ دموع كثيرة
سيتصادمون ببعضهم
في محاولةٍ يائسةٍ منهم
لاستعادتك
ستكون نائماً فوق غيمة
العدم
ستعود إلى نقطة الصفر..
ثم تستقلّ رحلةً جديدة
لكن.. هذه المرّة
ستكون في الجهة
السالبة..
******
سؤال في غير محلّه..
أنا مرهقٌ جداً
وذلك واضحٌ من ملامح
وجهي
أما عن الأسباب فلا
تسألني
إذ أنّ سُؤالك يرسمُ
تجاعيد إضافية
أحاول طرد ذلك التعب
بركوب باص النقل
الداخلي ليلاً
والتجوّل دون وجهةٍ
مُحدّدةٍ
أُحبّ رائحة الشوارع
الفارغة..
أُحبّ إشارات المرور
التي لا تعمل
في ذلك الوقت المتأخر..
أُحبّ مُشاهدة المحلات
المغلقة،
فلن تُصدقوا مقدار
الألم الذي تتسبّب بها تلك الأرقام على العين
لذا.. تجدني أُلقي
بعضاً من ملامحي المُتعبة من تلك النافذة
ولا أحد يتلّقاها..
أصلُ مُنهكاً..
أنام باكراً استعداداً
لتجاعيد إضافية في الغد
أنا مرهقٌ جداً
وذلك واضحٌ من جوابي
الصامت عن سؤالك..
******
إستقالة..
أيها الشيطانُ المسكين
لقد أخذوا وظيفتك
وتركوك عاطلاً عن
العمل..
لقد هرمت وانتهت
صلاحيتك
ولم يعد لديك أفكاراً
جديدة..
لذا إن لم يكن لديك
عملاً.. فدعنا نعمل
قدّم استقالتك حالاً
ولا تتردّد
اكتبها في ورقة شيك
وقدمها لأيّ تاجرٍ
أو رجل دينٍ
أو مسؤولٍ ما
وعُد يوم القيامة
ستجدها مُوّقعة من عند
الله..
ماهر..