*** عيناكِ رسولان وحِفنة ملائكةِ ***
عاشور الزعيم
عيناكِ جمهوريتي ..
مملكتي ..
سلطنتي ..
إمارتي ،
قريتي البعيدة ،
وصوت طيور الصحراء
المهاجرة صوب الشمال .
حضني الذي لم يشبعني قط
..
فيفيض سر بؤبؤهما .
يهيج شعب على مآذن
الجوامع يقف مكبراً ،
وأمي أمام الفرن تصنع
رقاقاً لموسم عاشوراء ..
تضحك وتقول :
يا ولدي املأ صُرة
الوطن بُراً وأرزاً وقطناً طويل التيلة..
واسألها عن جمال عينيها
.
عيناكِ رسولان وحِفنة
ملائكةِ ،
ليل يَجِّنُ أحَوّش
بَصّاتكِ وأرشف قهوتي على عجل ،
ربما تخبراني بفوضوية
أخرى ..
نسترجع طفولتنا ..
ثم نفعل كل الأشياء بلا
خجل .
أو لربما تنفرج أسارير
الليل عن سرهما الباتع،
نغرق في عشوائية ممزوجة
بلطف ،
نفترق قبل صياح الديك
..
ولا داعي لمسرور .
عيناكِ عطاء الله ،
أجمل أغنية بعد انتهاء
الحرب .
مُتسع لغاراتي الوحشية
لمَّا يضيق صدري بما يقولون.
كنت أقف عاجزاً أمام
أمثلة أمي ،
أراني في عينيكِ فقط ،
وقاطرة بضاعة تحمل
ورداً إليكِ .
يا سيدتي عيناكِ مساحات
حب وحقول ياسمين .
يبهجني فرحاً يسكن
جفنيهما..
يحزنني الألم الطالع
منهما يفر إلى حدود الوطن .
يا أمي كان عندك حقٌ
لمَّا قلت ..
لليل يا ولدي ألوانٌ أخرى.
عيناكِ لوزتان ،
آيتان ،
لؤلؤتان ،
جميلاتان تمران والشارع
يقف على رِجل .
عيناكِ طفلتان
شقيتان
مُعفرتتان
تقبصان مغازلاتي وعلى
الناصية نَفَرٌ يتغامزون .
لو أن الكل راح نحو
الكل ..
أبقى وحدي أزورهما كل
صباح..
في المساء أقشر عن
جلدهما التعب ..
ثم أخبىء ما قالته
النساء ،
أمكث غير بعيد انتظر
خبراً أملح .
____________________
عاشور الزعيم
الداخله سبتمبر 2021