استحلتُ العَودَ فكُنتِ كفارتي
مصعب أحمد
انا إذا استوقفني الحنين
في محطات كانت تُراق فيها محبرتي
طمست هَوية القصائد
وأستحلت على نفسي توجُس المنابِر
ما سهوت في أزقة الوراقين
كُنتُ عنواني فقط إذ يجادلني التناص
بِأي المشيئات ستتقطر قداستك
وما فضحت روض القصيد بعد
أنا الشممت العذوف قدرَ التمادي
ولا ورِثت عتاقة المجاز
أتعيدني إحدى أزرار صدر القصيد
ما يُسكر فهو خمر
وما لذّ مِن ناهِداك سُكرٌ عتيق
أنا الوردة الملثومة بِغنج إحداهُنَّ
كفارتي أن لا أتقطر بين السِطور
أيُؤاخذ الطفل الباكي مِن فطام
سنني سكين الغواية
فهذا نحري فيك
انا الذي تخدشني المرايا
أمسِد المساء
المساء اليتوكأ عصأ الحبيبة
إذ يخبرني بإفتضاح الأشواق
سوف أنام مخافة اللاعود للظهيرة
الظهيرة التي تشنقين فيها إنشغالك
لتبللي خاطري برسالة
المساءات التي تصلُح لنعلِق عليها ياقاتنا
أدمنت ثوبك المُوشى بالعطر
لذا كُلَّما تعرينا
مدّ الليل لباسه فينا
أتهدين الظلام أناتك خافتةّ خافتة
كيف لأنفاسك أن تكون بهذه الحِيطة
تعالي كما الواثبون في مُعترك الأشياء
دون خوف يطل على محياك
قبليني في وضح القصيدة
علّ المجاز يشافِه تناص ما بي
ولتُشافهيني في سريرتي
هل مازجتَ سِحنت الالوان فينا
أنا الأسمر المُوشى بدفء النهارات
وأنت ال مِن لطافة الألوان كُنتِ
ما أستحالت زليخة ليوسفها
وما كُنت أنا المُتشبه بالنبوءات.£
