جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

ذكرى البامبو

علي رضوان

 

سنة كبيسة أخرى تمضي من دونك

أرتفع الخيزران كعادته

سيقان كانت تسير من العدم

في جنح هذا الليل

أشياء كثيرة مضت دون أن احفل بها

سنة كبيسة أخرى

تحول فيها قلبي إلى تنين يراقبُ فقط امتداد هذه الحقول

دون زيت يضيء في عينيه

لا زلت أتذكر يا عزيزتي

هذا اليوم

كما البارحة

حين قطعت سيقان البامبو لأجلكِ

لا زلت أراهما إلى الآن

نظراتك وهي تطاردني

وهي تهرب من قفص السماء الأسطوري

مثل طائر من الميتافيزيقا

وتتبعني

إلى أي أرض يسلكُ نورها !

لقد أكلت من جسدي طيور كثيرة

تعثرت في خيالات تشبهك

لم ترحمني الأرض حينها

ولم ترحمني عينيك

آه يا عزيزتي لقد حال بيننا أكثر من الحقول

وأكثر من المشاعر السامقة

التي تكبر في نفسنا

كالوحدة

التي تنمو يوم بعد آخر في روحِنا الأخيرة

أوا أنها ذاكرتي تتلاشى فتسقط هذه الذكريات

تتفلت كعناقيد من الذهب الناصع

في بحيرة الليل

قَطعت سيقان البامبو لأجلكِ

شحذت مناجل الحقول كمزارع صادق

لم أتفوه بكلمة إلى الله

عندما ألمتني يدي

وكذلك

حينما كسر ظل عينيك هذا القيظ

قطعت سيقان البامبو لأجلكِ

وبدا أن كل شيء عرفتهُ كان يتلاشى فحسب

كأن اليوم يعودُ سعيدا من بدايته

وأنتِ تنظرين إليّ بكل براءةٍ

وعاطفةٍ حنونة

بكل ما هو يصلب الذات ويعلقها !

كما لو أن هناك ما يحرك مفاصل جسدي ويعبث بي

ويستحوذ على ما نفسي

 من شموس

تنزوي من خلفكِ

وتتحطم على أمواج شعركِ المثير

شعرك الهادئ الذي يترنح دون أدنى تعب

خصلاتك التي تطير بخفة متناهية

وتسحبني من رئتي

تسحب هذا القلب مِن تَجويفاً كاملاً

مثل تنهيدة دفينة تحلق فوق كتفيك

فوق عارضتين الريح اللتان يصدان أنفاسي المتقلبة

آه يا عزيزتي

يا لها من حياة تغمض عينيها إلى الأبد

لو أنكِ هنا

لو أنكِ هنا الآن

لو أنكِ تستطيعي رؤية انغلاقي

علي رضوان


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *