إبراهيم عبدالفتاح شبل
لاصق بالغراء
دخل عليا المطعم وألقى
السلام على من بالمطعم ولكن من بين الزبائين جاء إلى طاولتي وجلس وأخذ
ينظر إلي ويتفحصني
ويدقق النظر بملامحي وكأنه يعرفني وأنا اواري وجهي عنه
وفجاءة قال لي اطلب لي
غداء ليكون بيننا عيش وملح فتعجبت واغمضت عيني للحظة ثم فتحت عيني
على هذا الرجل فإذا بيه
يأكل
طعامي ويشرب شرابي
ويقول لي وهو مبتسما
إنك مثل
أبيك بالكرام فكان رحمة
الله عليه
لايرد سائل أوجائع أو
الأثنين معا
من فضلك نادي على المتر
لتطلب
الطعام. فقلت بصوت هادئ
جدا
من أنت؟ قال أنا من
رماه الدهر
عليك ياصديقي العزيز
فأنا معك
منذ الولادة وبجميع
مراحل العمر
أحزانك وأفراحك فأنا
اقرب قريب
لك فقلت هل انت من
عائلتي تعرفني
ولا أعرفك؟
قال لا بل أنا كل
العائلة هنا خرجت عن شعوري وصرخت بأعلى صوتي
من أنت؟
قال لي وهو غاضب
كالمعلم غاضب من تلميذة أو القائد غاضبا من الجندي.
كيف لاتعرفني؟! وقد جئت
تغيرني بهذا المطعم وهذا محال
هل عرفتني تعرف عليا
لترى فيا طفولتك وصباك وشبابك حتى شيخوختك فقد اغمضت عيني
مرة ثانية ثم فتحت عيني
وأنا اسمع صدى صوت يقول
لي
أنا لا اتغير فانا
مكتوب بالجبين
لاصق بالغراء (قدرك)
الكاتب / إبراهيم عبد
الفتاح شبل
