مظفر جبار الواسطي
_ أصمتُ تأدُّباً _
وهل هناكَ سبيلٌ غيرَّ
الصمتِ ..
حينما يأسِرُني جمال
عينَّيكِ
أعجزُ عن البوحِ ..
وأصمتُ تأدُّباً..
فأنا في حضرةِ الجمال
وهيبة الحضور
أنا ..
عَدَمٌ
سديمٌ
ضائعٌ .. بينَ مجراتِ الكون
أمَلي أن أهبِطَ بذراتي
على كوكبُكِ الزاهر
ليكونَ غباري
ذهباً وياقوت
ويُزهرُ نبضي.. ياسمين
أنا ..أحبُكِ
ياكوكباً أنارَ سماواتي
فهل أنتِ كذلك ..؟
**
هل ما زلتِ تُغَنّينَ
لوحدكِ
لحزنكِ ..بذاكَ الأنين
وهل مثلُكِ يحزن
وأنتِ شمس (قسنطينة)
مدينة الحجر العتيق
سألملمُ دمعَكِ ..دمعةً
..دمعة
لأملأَ جرارَ العاشقين
نبيذاً معتقاً
تعالَي يا أنيسةَ الروح
فلا أجنحةً لديَّ أطيرُ
بها
دعينا نجمعُ همسَنا
ونُفخخ الليل
بالحكايا والضحكات
وعندما يغلبُكِ النعاس
أدُسُّ لكِ الشغفَ
في فنجان قهوتكِ
لن أسمحَ بعدَ اليوم
لقطيعِ الدمع
أن يرعى قربَ جفنّيكِ
مرةً أخرى ..
فلا ..حُزنَ بعد الليلة
إقرئي ليَّ آخرَ
قصائدَّكِ
وسأُغنّي لكِ أغاني
العاشقين
لأجعلَّ وجنَتَيّكِ
تتوَرَّد خجلاً
هل تعلمينَ يا أنيسةَ
الروح
كم من الحورِ هَبَطنَّ من السماءِ
ليتَعطَّرنَّ من عِطرك
هذه الليلة..
سنثرثرَّ طولَ الليل
حتى تفيضَ شوارعَ
المدينةِ بالغرام
وتمتلأَ المقاهي
بالعصافير الملونةِ
سندَندنُ معاً ..
ونتبادل الشغف ..
ونضحَكَ
حتى ينام الليل على
زنَدِ النهار
وعندَّ الفجرِ ..
أُلملِمُ لذة الحرير
المسكوب
وأُنَشّفُ ما تبقى
من زخاتِ العشق
وألوذُ بأهدابِ عينّيكِ
سأنامُ الآن ..
فقد غَلَبَني الهذَّيان
بالرغم من أنَّ
غمازتيكِ
تتحرَّشانِ بأصابعي
الوقِحة !!
لكن ..أيقضيني
بعدَ منتصفِ الليل
حينما يُزهرُ الجلَّنار
على شفاهِ القمر ..
لنلتقي
في قصيدةٍ أخرى
مظفر جبار الواسطي
العراق